Riyooyinkii Aabbahay: Sheeko Hiddo iyo Dhaxal
أحلام من أبي: قصة عرق وإرث
Noocyada
هززت رأسي نفيا. فقد كانت تشبه أمي.
جلسنا في غرفة المعيشة وأعدت لنا الجدة بعض الشاي. وقالت إن الأمور تسير على ما يرام، مع أنها قد منحت قطعا من الأرض إلى الأقارب لأنها هي ويوسف لا يستطيعان تولي العمل بها بأنفسهما. وتعوض الدخل الذي كانت ستكسبه من الأرض عن طريق بيع وجبات الغداء للأطفال في المدرسة المجاورة، وتحضر البضائع من كيزيمو إلى السوق المحلية كلما توفر لديها أموال فائضة. أما مشكلاتها الحقيقية فتتعلق بسقف المنزل، وأشارت إلى بعض خيوط أشعة الشمس التي تمر من السقف إلى الأرضية، إلى جانب حقيقة أنها لم تسمع أية أخبار عن ابنها عمر منذ ما يزيد عن عام. وسألتني هل رأيته، وأجبتها بالنفي. فغمغمت قائلة شيئا بسخط بلغة لوو، ثم بدأت تجمع الأكواب.
همست أوما: «تقول عندما تراه أخبره أنها لا تريد منه شيئا، سوى أن يأتي ويزور والدته.»
نظرت إلى الجدة ولأول مرة منذ وصولنا كان كبر سنها واضحا على ملامحها.
وبعد أن أفرغنا أمتعتنا أشار روي إلي كي أتبعه إلى الفناء الخلفي. وعلى حافة حقل ذرة مجاور وأسفل شجرة مانجو رأيت بناءين مستطيلين طويلين من الأسمنت بارزين من الأرض مثل تابوتين خرجا من القبر. وهناك لافتة على أحد القبرين منقوش عليها: حسين أونيانجو أوباما (ولد عام 1895م ومات عام 1979م). وكان الآخر مغطى ببلاط أصفر كالذي يستخدم في الحمامات به فراغ مجرد على شاهد الضريح حيث من المفترض أن توجد اللوحة، انحنى روي وأبعد صفا من النمل كان يسير على طول القبر.
وقال: «ست سنوات.» وتابع: «ست سنوات ولا يزال لا يوجد شيء يقول من دفن هنا. سأخبرك شيئا يا باراك، عندما أموت تأكد أن اسمي مكتوب على القبر.» وهز رأسه ببطء قبل أن يعود إلى المنزل. •••
كيف لي أن أصف مشاعر ذلك اليوم؟ يمكنني تذكر كل لحظة في ذهني صورة تقريبا؛ أتذكر انضمامي أنا وأوما إلى الجدة في سوق بعد الظهيرة، في المكان نفسه الذي أنزلتنا فيه عربة الماتاتو، فيما عدا أنه أصبح مكتظا بنساء يجلسن على حصائر، وسيقانهم الناعمة سمراء اللون ممتدة أمامهن من أسفل الجونلات الواسعة؛ وصوت ضحكاتهن وهن يشاهدنني أساعد الجدة في قطع سيقان الكرنب الأخضر الذي أحضرته من كيزيمو، والمذاق الحلو كالعسل لعود القصب الذي وضعته إحدى النساء في يدي. وأتذكر حفيف أوراق الذرة، والتركيز على وجه عمي، ورائحة عرقنا ونحن نصلح ثقبا في السياج الذي يحد الجانب الغربي من المنزل. وأتذكر كيف جاء بعد الظهيرة صبي اسمه جودفري إلى المجمع، وهو صبي قالت أوما إنه يمكث مع الجدة لأن أسرته تعيش في قرية ليست بها مدرسة، وأتذكر خطوات جودفري المضطربة وهو يطارد ديكا أسود كبيرا عبر أشجار الموز والببايا، وتقطيب ما بين حاجبيه الصغيرين والطائر يضرب بجناحيه ليفلت من يديه، والنظرة في عينيه عندما جذبت جدتي الديك من الخلف بإحدى يديها وجزت رقبته بالسكين فجأة، وهي نظرة تذكرتها وكأنها نظرتي أنا.
ولم يكن ما شعرت به في تلك اللحظات مجرد سعادة. لكنه إحساس بأن كل ما أفعله، كل لمسة ونفس وكلمة تحمل الثقل الكامل لحياتي، وأن دائرة بدأت تنغلق، حتى إنني ربما يمكنني أخيرا التعرف على نفسي وأدرك أنني موجود هنا، الآن بالذات في مكان واحد. لم أشعر بتغير هذه الحالة إلا مرة واحدة بعد ظهر يوم ما عندما سبقتنا أوما في طريق عودتنا من السوق كي تحضر كاميراتها وتركتني أنا والجدة وحدنا في منتصف الطريق. وبعد صمت طويل نظرت الجدة إلي. وابتسمت قائلة: «مرحبا» باللغة الإنجليزية الركيكة. فأجبت تحيتها بلغة لوو. وهكذا نفدت الكلمات التي من الممكن أن نتبادلها، فحدقنا بأسف إلى التراب حتى عادت أوما في النهاية. ثم التفتت الجدة إلى أوما وقالت في نبرة استطعت أن أفهمها إنه آلمها كثيرا ألا تستطيع التحدث إلى حفيدها.
فقلت: «أخبريها أنني أود تعلم لغة لوو، لكن من الصعب أن أجد وقتا في الولايات المتحدة.» وتابعت: «أخبريها كم أنا مشغول.»
قالت أوما: «إنها تفهم هذا» وتابعت: «لكنها تقول أيضا إنه لا يمكن أن يكون المرء مشغولا لدرجة ألا يعرف أهله.»
Bog aan la aqoon