162

Riyooyinkii Aabbahay: Sheeko Hiddo iyo Dhaxal

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

Noocyada

فقال: «إنك على حق على الأرجح.» وتابع: «لكن دولة غنية كأمريكا ربما تستطيع تحمل نفقات الغباء.»

وفي تلك اللحظة اقترب اثنان من قبيلة الماساي من النار. فرحب بهما فرانسيس وعندما جلسا على أحد المقاعد، قال إنهما سيتوليان حمايتنا في أثناء الليل. كانا رجلين هادئين وسيمين، يزيد انعكاس النار من وضوح عظام وجنتيهما البارزة، وأطرافهما النحيلة تبرز من رداءيهما القبلي ذي اللون الأحمر القاني، ورماحهما مثبتة في الأرض أمامهما، وتلقي بظلال طويلة باتجاه الأشجار. قال أحدهما إن اسمه ويلسون وهو يتحدث اللغة السواحيلية، وأخبرنا أنه يعيش في محمية على بعد أميال قليلة شرقا. وبدأ رفيقه الصامت يخترق الظلام بضوء مشعله، وسألتهما أوما هل تعرض المعسكر لهجوم من الحيوانات من قبل، فابتسم ويلسون ابتسامة عريضة.

وقال: «لا شيء خطير.» وتابع: «لكن إذا احتجت الذهاب إلى الحمام ليلا فيجب أن تنادي أحدنا ليذهب معك.»

بدأ فرانسيس يسأل الرجلين عن حركة الحيوانات المختلفة، وابتعدت أنا عن النار لأشاهد النجوم، فقد مرت سنوات منذ أن رأيتها بهذا الشكل بعيدا عن أضواء المدينة، كانت النجوم كثيفة ودائرية ومتوهجة كقطع من المجوهرات. ولاحظت وجود رقعة صغيرة من الضباب في السماء الصافية فابتعدت أكثر عن النار ظنا أن هذا قد يكون دخانا، ثم قررت في النهاية أنها سحابة. وكنت أتعجب لماذا لم تتحرك السحابة عندما سمعت صوت أقدام من خلفي، ثم صوت السيد ويلكرسون.

قال وهو ينظر إلى السماء: «أعتقد أن هذه مجرة درب التبانة.» «حقا.»

رفع يده وبدأ يرسم لي بها خطوطا لمجموعة النجوم، وأوصل خطوطا بين ألمع أربعة نجوم في كوكبة الصليب الجنوبي. كان رجلا نحيلا هادئ الصوت يضع نظارة دائرية وله شعر أشقر ناعم. في البداية ظننت أنه قضى حياته بالكامل في أماكن مغلقة وأنه محاسب أو أستاذ جامعي. لكني لاحظت بمرور اليوم أنه يمتلك جميع أنواع المعرفة العملية، الأشياء التي لم أتمكن من معرفتها قط لكني تمنيت أن أعرفها. فكان يستطيع الحديث مع فرانسيس بالتفصيل عن محركات السيارات من طراز لاند روفر، وأنهى نصب خيمته قبل أن أضع أنا أول عمود لي، وبدا أنه يعرف أسماء جميع أنواع الطيور والأشجار التي رأيناها.

ولم يفاجئني هذا بعد ذلك عندما أخبرني أنه قضى طفولته في كينيا في مزرعة لأوراق الشاي في وايت هايلاندز. وكان من الواضح أنه لا يود الحديث عن الماضي، كل ما قاله هو أن عائلته باعت الأرض بعد حصول كينيا على الاستقلال وعادت إلى إنجلترا لتستقر في ضاحية هادئة في لندن. وقد التحق بكلية الطب ثم تدرب مع هيئة الصحة الوطنية في ليفربول، وهناك قابل زوجته التي تعمل طبيبة نفسية. وبعد بضع سنوات أقنعها بأن تعود معه إلى أفريقيا، لكنهما قررا ألا يستقرا في كينيا حيث إن هناك فائضا في عدد الأطباء مقارنة بباقي القارة، وبدلا من ذلك استقرا في مالاوي حيث عملا معا بتعاقد مع الحكومة للسنوات الخمس السابقة.

قال لي: «أنا أشرف على ثمانية أطباء يتولون الرعاية الطبية في منطقة تعداد سكانها نصف مليون.» وتابع: «ولم تتوفر لنا قط التجهيزات اللازمة، فنصف مشتريات الحكومة على الأقل ينتهي بها الحال في السوق السوداء. لذا لا يمكننا سوى التركيز على الأساسيات، وهو ما تحتاجه أفريقيا بالفعل. فالناس تموت بسبب جميع أنواع الأمراض التي يمكن الوقاية منها: الدوسنتاريا والجدري. والآن الإيدز؛ فقد وصل معدل الإصابة في بعض القرى إلى خمسين بالمائة من سكانها. إنه أمر يدفع إلى الجنون.»

كانت القصص التي يرويها قاسية، لكنه عندما واصل إخباري بالمهام التي يقوم بها في حياته: حفر الآبار، وتدريب عمال فرق الوصول إلى المحتاجين لتطعيم الأطفال، وتوزيع الواقي الذكري، لم يبد ساخرا ولا متعاطفا. فسألته ما سبب عودته إلى أفريقيا في ظنه، فأجاب هو دون توقف وكأنه سمع السؤال مرات عديدة. «أظن أنها وطني. الناس، الأرض ...» ثم خلع نظارته ومسحها بمنديل وقال: «أعرف أن هذا مضحك. فبمجرد أن تعيش هنا لبعض الوقت تبدو لك الحياة في إنجلترا مقيدة بصورة فظيعة. فالبريطانيون لديهم الكثير، لكنهم يستمتعون بالأشياء بصورة أقل. وشعرت أنني غريب بينهم.»

ثم ارتدى نظارته مرة أخرى وهز كتفيه. قال: «بالطبع أنا أعلم أنه على المدى البعيد لا بد أن يحل أحد محلي. وهذا جزء من عملي، أن أجعل من نفسي غير ضروري. والأطباء في مالاوي الذين أعمل معهم ممتازون حقا، فهم أكفاء. ومتفانون أيضا. فقط لو تمكنا من بناء مستشفى تدريبي به بعض المرافق المناسبة فسيمكننا أن نضاعف عددهم إلى ثلاثة أضعاف في وقت قصير للغاية. ثم ...» «ثم ماذا؟»

Bog aan la aqoon