Riyooyinkii Aabbahay: Sheeko Hiddo iyo Dhaxal
أحلام من أبي: قصة عرق وإرث
Noocyada
فقالت أوما: «إليزابيث يمكنك مشاركتي خيمتي.» وتابعت: «فأظن أن أخي يصدر شخيرا وهو نائم.»
عبست في وجهها. وقلت: «لا تصدقيها»، وأخرجت علبة بسكويت. فأخذت إليزابيث قطعة منها وبدأت تأكل حوافها. فأخذت أوما العلبة والتفتت إلى ماورو.
وسألته: «أتريد بعضا منها؟»
فابتسم الإيطالي وأخذ قطعة واحدة قبل أن تمرر أوما البسكويت إلى الآخرين.
سرنا في الطريق إلى أن مررنا بتلال أكثر برودة حيث كان النساء يسرن حفاة القدمين ويحملن مياها وأخشابا للتدفئة والأطفال الصغار يضربون بالسياط الحمير التي تجر عرباتهم المتهالكة. وبالتدريج أصبحت الأراضي الزراعية أقل، وحلت محلها شجيرات وغابات متشابكة، حتى انقطع فجأة وجود الأشجار على يسارنا دون إنذار سابق وأصبح كل ما نراه هو السماء الشاسعة.
أعلن فرانسيس: «هذا هو الأخدود الأفريقي العظيم.»
خرجنا من الشاحنة بسرعة ودون نظام، ووقفنا على حافة الأخدود نتطلع إلى الأفق الغربي. وعلى بعد مئات الأقدام بالأسفل، كانت الأحجار وحشائش السافانا تمتد على سهل منبسط مسطح يمتد على طول النظر قبل أن يلتقي بالسماء، ثم يعيد العين لتنظر عبر السماء الفسيحة. وإلى اليمين جبل وحيد يقف مثل جزيرة في بحر صامت، وخلف الجبل صف من سلاسل التلال تلقي بظلالها. ولم يكن هناك سوى إشارتين واضحتين على وجود الإنسان: طريق ضيق يتجه غربا ومحطة أقمار صناعية يتجه طبق استقبالها الأبيض الضخم إلى السماء.
وعلى بعد بضعة أميال إلى الشمال تركنا الطريق الرئيسي إلى طريق كان فيه الأسفلت مكسرا. وقد شققنا طريقنا عبره ببطء، وفي بعض الأماكن كانت الحفر بعرض الطريق بالكامل، وفي كثير من الأحيان تقترب شاحنات قادمة من الاتجاه المعاكس، مما يجبر فرانسيس على الصعود بالسيارة على السد الترابي المرتفع بجانب الطريق. وفي النهاية وصلنا إلى الطريق الذي رأيناه من أعلى، وبدأت السيارة تسير عبر أرض الوادي. كانت المناظر الطبيعية من حولنا جافة، معظمها حشائش طويلة وأشجار شوكية غير مشذبة، وحصى وقطع من الحجر الصلب الداكن اللون. بدأنا نمر بقطعان صغيرة من الغزلان وظبية وحيدة من ظباء الثيتل تأكل أسفل شجرة، ولمحنا على مسافة بعيدة حمارا وحشيا وزرافة. ولمدة ساعة تقريبا لم نر إنسانا، حتى ظهر أحد الرعاة من قبيلة الماساي على بعد وكان جسده يضاهي العصا التي يحملها في النحافة والاستقامة، يقود قطيعا من الماشية الطويلة القرون عبر مساحة خاوية من الأرض.
لم أقابل الكثير من أفراد قبيلة الماساي في نيروبي، مع أني قرأت عنهم كثيرا. كنت أعلم أن طرقهم الرعوية وضراوتهم في الحرب قد أكسبتهم احتراما يشوبه الحقد من جانب البريطانيين، حتى إنه مع أن المعاهدات قد خرقت فقد اقتصر وجود أفراد قبيلة الماساي على مناطق منفصلة بعينها، وأصبحت القبيلة أسطورية في هزيمتها، مثل قبيلتي شيروكي أو أباتشي؛ حيث تظهر صورة البربري النبيل على البطاقات البريدية والكتب ذات الأغلفة الفنية المجلدة. كنت أعلم أيضا أن هذا الافتتان الغربي بقبيلة الماساي كان يثير حنق باقي الكينيين الذين كانوا يرون سلوكياتهم مثيرة للخجل، والذين كانوا يتوقون للاستيلاء على أرض الماساي. وقد حاولت الحكومة أن تفرض نظام التعليم الإجباري على أطفال الماساي، وأيضا نظام تسجيل ملكية الأراضي بين الكبار في القبيلة. وفسر المسئولون ذلك قائلين إنه عبء الرجل الأسود أن يدفع بإخوته الأسوأ حظا إلى ركب التحضر.
وتساءلت ونحن نتوغل أكثر في وطنهم، كم من الوقت يمكن أن يصمد الماساي. وفي مدينة ناروك، وهي مدينة تجارية صغيرة توقفنا فيها من أجل الغداء وتزويد السيارة بالوقود، أحاط مجموعة من الأطفال يرتدون شورتات كاكي وقمصانا قديمة بشاحنتنا وأخذوا ينادون بالحماس العدواني نفسه الذي يميز نظراءهم في نيروبي على الحلي الرخيصة والوجبات الخفيفة. وبعد ساعتين، عندما وصلنا إلى بوابة من الطوب اللبن التي تقود إلى المحمية، انحنى رجل طويل من قبيلة ماساي يرتدي قبعة وتفوح منه رائحة الجعة عبر نافذة شاحنتنا واقترح أن نأخذ جولة في محمية تقليدية لقبيلة الماساي.
Bog aan la aqoon