Riyooyinkii Aabbahay: Sheeko Hiddo iyo Dhaxal
أحلام من أبي: قصة عرق وإرث
Noocyada
كان يجب أن أتوقف في الحديث عند هذا الحد، لكن شيئا آخر، ربما الثقة بصوت هذا الأخ، أو الشبه غير الواضح بيننا، مثل النظر إلى مرآة غائمة، جعلني أريد أن أستمر في الحديث. سألته: «ألم يراودك شعور قط أنك تفتقر إلى شيء.»
وضع مارك السكين والشوكة لأول مرة في تلك الأمسية ونظر إلى عيني مباشرة.
قال بصراحة: «أنا أفهم ما ترمي إليه.» وتابع: «إنك تظن أنني بشكل ما أقطع جذوري وأشياء من هذا القبيل.» ومسح فمه ووضع المنديل على الطبق. وقال: «حسنا، معك حق. ففي وقت ما اتخذت قرارا بألا أفكر فيمن هو أبي الحقيقي. لقد كان ميتا في نظري حتى عندما كان لا يزال على قيد الحياة. كنت أعرف أنه رجل سكير ولا يهتم بزوجته وأطفاله. وكان هذا كافيا.» «أثار جنونك.» «لم يثر جنوني. ولكنه جعلني لا أشعر تجاهه بأية مشاعر.» «وهذا لا يقلقك؟ أعني ألا تشعر بشيء؟» «تجاهه، لا. فهناك أشياء أخرى تحركني. منها سيمفونيات بتهوفن وقصائد شكسبير. أعلم أن هذا ليس مما ينبغي أن يهتم به رجل أفريقي. ولكن من المفترض أن يخبرني بما أهتم وبما لا أهتم؟ افهمني جيدا، إنني لا أشعر بالخزي لأني نصف كيني. كل ما في الأمر أنني لا أطرح على نفسي الكثير من الأسئلة عما يعنيه هذا. أسئلة عمن أكون حقا.» ثم هز كتفيه. وقال: «لا أعلم. ربما يجب أن أفعل. وأنا أعترف أنه من الممكن إذا نظرت بحرص أكبر إلى نفسي، فإنني ...»
شعرت لوهلة بتردد مارك، مثل متسلق الجبال الذي انزلقت قدمه. ثم على الفور استعاد رباطة جأشه ولوح للنادل كي يحضر ورقة الحساب.
وقال: «من يدري؟» وتابع: «الشيء المؤكد هو أنني لا أحتاج إلى هذا الضغط. فالحياة قاسية بما يكفي دون كل هذه الأشياء.»
نهضنا لنغادر، وأصررت على دفع الفاتورة. وفي الخارج تبادلنا عناويننا ووعد كلانا أن يراسل الآخر؛ كانت وعودا زائفة جعلت قلبي يتألم. وعندما عدت إلى المنزل أخبرت أوما كيف سار اللقاء. فنظرت بعيدا للحظة ثم انفجرت في ضحكة قصيرة مريرة. «ما المضحك ؟» «كنت أفكر فقط في مدى غرابة الحياة. أتعرف بمجرد أن مات أبي اتصل المحامون بكل من قد يكون له حق في الإرث. وعلى عكس أمي كان لدى روث جميع المستندات اللازمة لإثبات من هو والد مارك. ولهذا فمن بين جميع أولاد أبي، مارك هو الوحيد الذي لا غبار على حقه في الميراث.»
ومرة أخرى ضحكت أوما، فنظرت أنا إلى الصورة المعلقة على الحائط، وهي الصورة نفسها الموجودة في ألبوم روث، صورة لثلاثة إخوة وأخت يبتسمون ابتسامات عذبة أمام عدسة الكاميرا.
الفصل السابع عشر
قرب نهاية أسبوعي الثاني في كينيا ذهبت أنا وأوما في رحلة سفاري.
لم تكن أوما متحمسة للفكرة. فعندما أريتها الكتيب الدعائي أول مرة تجهم وجهها وهزت رأسها. فهي، على غرار معظم الكينيين، تربط بين محميات الحياة البرية وبين الاستعمار. وسألتني: «كم تظن عدد الكينيين الذين يمكنهم تحمل نفقات الذهاب إلى رحلة سفاري؟» وتابعت: «ولماذا تخصص كل هذه المساحة من الأرض للسياح، في حين أنه يمكن استغلالها في الزراعة؟ أولئك الرجال البيض يهتمون بفيل ميت أكثر من اهتمامهم بحياة 100 طفل أسود.»
Bog aan la aqoon