Riyooyinkii Aabbahay: Sheeko Hiddo iyo Dhaxal
أحلام من أبي: قصة عرق وإرث
Noocyada
عدنا إلى غرفة المعيشة، وجلست على أريكة قديمة، وفي المطبخ كانت زيتوني تتولى توجيه السيدات الأصغر سنا في غسيل الأطباق، وعدد قليل من الأطفال يتجادلون حول الشيكولاتة التي أحضرتها. تركت عيني تتجولان في المشهد؛ الأثاث المتهالك، ونتيجة الحائط التي تعود لعامين، والصور الباهتة، والتماثيل الخزفية الزرقاء لأطفال بأجنحة موضوعة على مناديل صوفية. وأدركت أنه هو المشهد نفسه في شقق ألتجيلد. السلسلة نفسها من الأمهات والبنات والأطفال، وضوضاء النميمة والتليفزيون، والحركة المستمرة في الطهي والتنظيف ورعاية الأطفال تثقل كاهل الجميع. والغياب نفسه للرجال.
ودعنا الجميع الساعة العاشرة مساء تقريبا ووعدنا بزيارة كل فرد على حدة. وفي طريقنا إلى الباب جذبتنا جين جانبا وخفضت صوتها وهمست لأوما. قالت: «يجب أن تأخذي باري ليرى عمتك سارة.» ثم التفتت إلي: «سارة هي شقيقة والدك الكبرى. أول واحدة ولدت. وتريد أن تراك بشدة.»
فقلت: «بالطبع.» وتابعت: «لكن لماذا لم تكن هنا الليلة؟ هل تقطن بعيدا عن هنا؟»
نظرت جين إلى أوما ودار بينهما حوار صامت. وفي النهاية قالت أوما: «تعال يا باراك.» وتابعت: «سأشرح لك في السيارة.»
كانت الشوارع خالية وزلقة من المطر. وقالت ونحن نمر من أمام الجامعة: «إن جين على حق يا باراك.» وتابعت: «يجب أن تذهب وترى سارة. لكنني لن أذهب معك.» «ولم لا؟» «الأمر يتعلق بالإرث الذي تركه أبي. فسارة أحد الأشخاص الذين عارضوا وصيته. فكانت تخبر الجميع أنني وروي وبرنارد لسنا أولاده.» ثم تنهدت. وأكملت: «لا أعلم. جزء مني يتعاطف معها. فقد عاشت حياة صعبة. ولم تحظ أبدا بالفرص التي أتيحت لأبي مثل الدراسة والسفر إلى الخارج. وقد جعلها هذا تشعر بالمرارة، فتظن بشكل ما أنني وأمي السبب في حالتها.» «ولكن بكم يقدر هذا الإرث؟» «ليس كثيرا. ربما معاش حكومي صغير. وقطعة أرض ليست لها قيمة. وأنا أحاول أن أبقى بعيدا عنها. ومهما كان الميراث فإنه على الأرجح أنفق على المحامين الآن. ولكن الجميع يتوقع الكثير من أبي. فقد جعلهم يظنون أنه يملك كل شيء، حتى وهو لا يملك شيئا. والآن بدلا من أن يستمروا في حياتهم، ينتظرون ويتجادلون فيما بينهم ظنا منهم أن أبي سينقذهم وهو في قبره. وقد تعلم برنارد هذا الانتظار. إنه ذكي حقا يا باراك، لكنه يجلس هناك طوال اليوم ولا يفعل شيئا. وقد ترك المدرسة وليست لديه فرص كثيرة في الحصول على عمل. وقد أخبرته أنني سأساعده كي يلتحق بمدرسة تجارية، أو أي شيء يريد، فقط حتى يفعل أي شيء. فيقول حسنا، ولكن عندما أسأله هل حصل على أي استمارات تقدم أو تحدث إلى ناظر المدرسة، أجد أنه لم يفعل شيئا. وفي بعض الأحيان أشعر أنني لو لم أخط معه كل خطوة فإن شيئا لن يحدث.» «ربما يمكنني المساعدة.» «نعم. ربما يمكنك التحدث إليه. ولكن الآن بما أنك هنا وقادم من أمريكا، فإنك جزء من الميراث. لهذا تود سارة أن تراك كثيرا. إنها تظن أنني أخفيك عنها لأنك الشخص الذي يملك كل شيء.»
عادت الأمطار تهطل مرة أخرى ونحن نوقف السيارة. كان المصباح الوحيد الذي يبرز من جانب المبنى يلقي بظلال شبكية مترقرقة على وجه أوما. وقالت هي برفق: «لقد سئمت الأمر برمته يا باراك.» وتابعت: «لن تصدق كم كنت أشتاق إلى كينيا عندما كنت في ألمانيا. كل ما كنت أفعله هو التفكير في العودة إلى الوطن. وفكرت كيف لا أشعر بالوحدة أبدا هنا؛ العائلة في كل مكان، ولا أحد يرسل والديه إلى دار لرعاية المسنين، أو يترك أطفاله مع غرباء. ثم أعود إلى هنا وأجد الجميع يطلبون مني المساعدة، وأشعر أنهم جميعا يتمسكون بي وأنني سأغرق. كما أني أشعر بالذنب لأنني كنت أسعد حظا منهم. فقد التحقت بالجامعة. ويمكنني الحصول على عمل. لكن ماذا بوسعي أن أفعل يا باراك؛ فأنا مجرد فرد واحد.»
أمسكت يد أوما ومكثنا في السيارة عدة دقائق نستمع إلى صوت هطول المطر. وقالت في النهاية: «لقد سألتني عن حلمي.» وتابعت: «في بعض الأحيان يراودني حلم أنني سأبني منزلا جميلا على أرض جدنا. منزلا كبيرا حيث يمكننا جميعا البقاء وإحضار عائلاتنا. ويمكننا زراعة أشجار فواكه مثل جدنا، وسيعرف أطفالنا الأرض ويتحدثون بلغة قبيلة لوو ويتعلمون تقاليدنا من الكبار. وستكون ملكا لهم.» «يمكننا أن نفعل كل هذا يا أوما.»
هزت رأسها. وقالت: «دعني أخبرك ما بدأت أفكر فيه. أفكر فيمن سيعتني بالمنزل إذا لم أكن أنا موجودة؟ من يمكنني الاعتماد عليه كي أتأكد أن الترسيب سيصلح أو أن السياج سيرمم؟ أعرف أن هذه أنانية رهيبة. وكل ما أستطيع فعله عندما أفكر بهذا الشكل أن أشعر بالغضب تجاه أبي لأنه لم يبن لنا هذا المنزل. نحن الأبناء يا باراك. لماذا علينا الاعتناء بكل فرد؟! كل شيء مقلوب رأسا على عقب، كل شيء في حالة جنون. فكان علي أن أعتني بنفسي، بالضبط مثل برنارد. والآن اعتدت أن أعيش حياتي الخاصة مثل الألمان. كل شيء منظم. وإذا احتاج شيء إلى إصلاح فأنا أصلحه. وإذا فسد شيء فهذا خطئي أنا. وإذا كانت لدي نقود فإني أرسلها إلى العائلة وهم يفعلون بها ما يريدون وأنا لا أعتمد عليهم، ولا هم يعتمدون علي.» «يبدو أنك وحيدة.» «أعلم هذا يا باراك. لهذا أعود دائما إلى الوطن. ولهذا لا أزال أحلم.» •••
بعد مرور يومين لم أكن قد استعدت حقيبتي بعد. أخبرنا مكتب شركة الطيران في وسط المدينة أن نتصل بالمطار، ولكن كلما حاولنا ذلك وجدنا الخطوط مشغولة. اقترحت أوما في النهاية أن نذهب إلى هناك بأنفسنا. وفي مكتب الخطوط الجوية البريطانية وجدنا شابتين تتحدثان عن ملهى ليلي افتتح لتوه. قاطعت حوارهما كي أسأل عن حقيبتي فقلبت واحدة منهما بلا مبالاة كومة من الأوراق.
ثم قالت: «ليس لدينا أي أوراق عنك يا سيدي؟» «تأكدي مرة أخرى من فضلك.»
Bog aan la aqoon