127

Riyooyinkii Aabbahay: Sheeko Hiddo iyo Dhaxal

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

Noocyada

إننا لا نؤمن بهذه الانقسامات الزائفة هنا. كما أن الأمر ليس متعلقا بالدخل المالي يا باراك. فالشرطيون لا يسألون عن حسابي في البنك عندما يوقفون سيارتهم بجانب الطريق ويجعلونني أقف مباعدا بين قدمي ورافعا يدي لأعلى. هؤلاء الإخوة لا يستوعبون الأمر كما ينبغي، شأنهم شأن ذلك الأستاذ الذي يدرس علم الاجتماع في جامعة شيكاغو ويتحدث عن «الأهمية المتناقصة للعرق.» فهل يعرف هذا الأستاذ في أية دولة يعيش؟»

بعد ذلك سألته: أليست الانقسامات الطبقية مسألة حقيقية؟ وذكرت للقس المحادثة التي كانت بيني وبين مساعدته بخصوص ميل البعض للرحيل من المدينة. فخلع نظارته وحك عينيه المتعبتين.

وقال بهدوء: «لقد أبلغت تراسي برأيي في مسألة الرحيل من المدينة.» وأضاف: «إن ابنها سيذهب إلى هناك دون معرفة من هو أو إلى أين ينتمي.» «من الصعب المخاطرة بأمن طفلك.» «إن الحياة ليست آمنة لرجل أسود في هذا البلد يا باراك. وأبدا لم تكن كذلك. ومن المحتمل أنها لن تكون أيضا.»

بعد ذلك اتصل السكرتير ليذكر القس رايت بميعاده التالي. تصافحنا ووافق على أن تعد تراسي قائمة بأسماء الأعضاء المفترض أن يقابلوني. ثم وأنا في مكان انتظار السيارات جلست في سيارتي أتصفح سريعا صفحات كتيب فضي اللون أخذته من مكتب الاستقبال بالكنيسة. اشتمل هذا الكتيب على مجموعة من المبادئ الإرشادية - مثل نظام قيمة السود - التي تبنتها الأبرشية عام 1979. وفي أعلى القائمة مكتوب وعد للرب «الذي سيهبنا القوة حتى نتوقف عن التواكل، وحتى نصبح نشطاء مسيحيين سودا وجنودا هدفنا حرية السود وتحقيق كرامة البشرية كلها.» وتلا هذا الوعد وعد آخر تجاه المجتمع الأسود والعائلات السوداء والتعليم وأخلاقيات العمل والنظام واحترام الذات.

كانت هذه القائمة صادقة ومخلصة، لكنني أشك في أنها لم تكن مختلفة عن القيم التي يمكن أن يكون القس فيليبس العجوز قد تعلمها في كنيسته المطلية باللون الأبيض في الريف منذ 60 عاما. كانت هناك فقرة بعينها في كتيب كنيسة الثالوث تتميز عن غيرها من الفقرات؛ إذ تشتمل على وصية يظهر في نبرتها وعي أكثر بالذات في احتياجها إلى مزيد من التوضيح. عنوان الوصية: «التبرؤ من السعي للانضمام إلى الطبقة المتوسطة.» وبدأ متنها بالعبارة التالية: «في الوقت الذي يوصى فيه بالسعي للحصول على «دخل متوسط» بكل ما أوتيت من قوة»، فإن هؤلاء الذين أنعم الرب عليهم بموهبة (أو بموفور الحظ) مما ساعدهم على تحقيق النجاح وسط الاتجاه الأمريكي السائد لا بد من أن يتجنبوا الوقوع في الفخ النفسي ل «الطبقة المتوسطة» السوداء التي تدفع الناجحين من الرجال والسيدات دفعا إلى الاعتقاد في أنهم أفضل من الباقين وتعلمهم كيف يفكرون من منطلق «نحن» و«هم» بدلا من «جميعنا»!» •••

أعدت التفكير مرة أخرى في هذه الوصية في الأسابيع التي تلت مقابلتي للقس رايت وقت لقائي بالأعضاء الآخرين لكنيسة الثالوث. رأيت أن سلوك القس رايت كان على الأقل مبررا إلى حد ما عندما رفض الانتقادات الموجهة إلى الكنيسة لأن أغلبية الأعضاء من الطبقة العاملة مثلهم مثل المدرسين وموظفي السكرتارية والعمال الحكوميين في الكنائس السوداء الكبرى في أنحاء المدينة. أما سكان مشاريع الإسكان القريبة فقد جرى اجتذابهم وتوفير الوظائف لهم، وصممت برامج للوفاء باحتياجات الفقراء - مثل المساعدات القانونية والتعليمية وبرامج علاج الإدمان - وكلها أمور كانت تلتهم قدرا كبيرا من موارد الكنيسة.

وحتى الآن يعرف الجميع أن عدد المختصين السود بالكنيسة غير كاف، من مهندسين وأطباء ومحاسبين ومديري شركات. فبعضهم ترعرع في كنيسة الثالوث وبعضهم انتقل إليها من طوائف مسيحية أخرى. واعترف العديد منهم بأنهم ابتعدوا عن ممارسة الدين لوقت طويل؛ بعض هؤلاء فعل ذلك عن عمد كجزء من وعي فكري أو سياسي، لكن البعض الآخر فعل ذلك لأن الكنيسة بدت غير ملائمة لهم وهم يعملون في مؤسسات البيض بصفة أساسية.

في مرحلة ما أخبروني جميعا بأن طريقهم الروحاني صار مسدودا، وهو الشعور - الغامض والمقبض للصدر من أول وهلة - بأنهم انفصلوا عن ذاتهم. وبصفة متقطعة ثم منتظمة، كانوا يعودون إلى الكنيسة ليجدوا فيها بعضا من الأشياء نفسها التي يسعى كل دين إلى تقديمها إلى أتباعه؛ الملاذ الروحاني والفرصة كي يرى المرء مواهبه مقدرة أيما تقدير بطريقة لا يستطيع المال أن يوفيها حق قدرها، والطمأنينة - عندما تتيبس العظام ويشيب الشعر - بأنهم منتمون إلى شيء سيبقى بعد زوال حياتهم، وأنه عندما يحين أجلهم سيكون هناك أناس يحيون ذكراهم.

فكرت في أن الدافع الديني ليس هو ما يحرك هؤلاء الناس جميعا، وأنهم لم يعودوا للكنيسة من أجل المسيح فقط. وخطر ببالي أن كنيسة الثالوث - بأفكارها الأفريقية وبتركيزها على تاريخ السود - استمرت في أداء الدور الذي وصفه القس فيليبس في البداية كأداة لإعادة توزيع القيم وترويج الأفكار. إلا أن عملية إعادة التوزيع لم تسر عندئذ في اتجاه واحد فحسب من مدرس المدرسة أو الطبيب الذي كان يرى أن المسيحية تحتم عليه مساعدة المزارع المستأجر أو الشاب القادم من الجنوب في التكيف مع حياة المدن الكبيرة. بل أصبح تيار الثقافة يسير في الاتجاه العكسي أيضا؛ فعضو العصابات السابق والأم المراهقة يدعيان أنهما تعرضا لقدر أكبر من الحرمان ومن ثم ينبغي التعامل معهما على أساس أنهما متساويان مع غيرهما، وهكذا يصبح وجودهما في الكنيسة عاملا يزود المحامي أو الطبيب بخبرات مستقاة من الشوارع. وعن طريق فتح أبوابها أمام الجميع أكدت كنيسة الثالوث لأعضائها أن أقدارهم واحدة، وأن كلمة «جميعنا» الجلية لا تزال باقية.

كان هذا المجتمع الثقافي برنامجا فعالا أكثر مرونة من القومية العادية وأكثر تحملا من أي من برامجي التنظيمية. ولكن لا أزال لا أستطيع التوقف عن التساؤل بخصوص هل كان يكفي منع مزيد من الناس من الرحيل عن المدينة أو إبعاد الشباب عن دخول السجن. وهل الزمالة المسيحية بين مدير مدرسة أسود على سبيل المثال، وولي أمر أسود لأحد الطلاب، يمكن أن تغير أسلوب إدارة المدارس؟ وهل يسمح الاهتمام بالإبقاء على هذه الوحدة للقس رايت بأن يعبر عن رأيه في آخر الاقتراحات المقدمة لإصلاح الإسكان العام؟ وإن كان رجال مثل القس رايت قد فشلوا في التعبير عن آرائهم، وإن رفضت الكنائس مثل الثالوث الاشتراك بفاعلية في الأمر والمخاطرة بحدوث نزاع فعلي، إذن ما فرصة الحفاظ على وحدة المجتمع الأكبر؟

Bog aan la aqoon