126

Riyooyinkii Aabbahay: Sheeko Hiddo iyo Dhaxal

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

Noocyada

هز القس رايت رأسه. وقال: «إنني لست الكنيسة يا باراك. وإن لقيت حتفي غدا، لا آمل إلا أن يدفنني رعايا الكنيسة دفنا لائقا. وإنني أميل إلى التفكير في أن بعض الدموع ستسيل حزنا على موتي. لكن بمجرد أن أدفن تحت الأرض بستة أقدام فإنهم سرعان ما سيبحثون ما يمكن فعله كي تؤدي الكنيسة رسالتها.»

تربى القس في فيلادلفيا وكان ابنا لخادم معمداني. قاوم الرجل نداءه الداخلي للاشتغال بوظيفة أبيه في البداية؛ ولذا التحق بالقوات البحرية بعد تخرجه، واهتم بمعرفة الكثير من المعلومات عن تجارة المشروبات الروحية وعن الدين الإسلامي والقومية السوداء في ستينيات القرن العشرين. لكن نداء الإيمان في قلبه ظل باقيا بوضوح، وفي آخر المطاف التحق بجامعة هاورد، ثم بجامعة شيكاغو حيث قضى ست سنوات يدرس للحصول على شهادة الدكتوراه في تاريخ الأديان. تعلم اللغة العبرية واليونانية وقرأ أعمال تيليش ونيبور وكتابات علماء اللاهوت التحرريين السود. أحضر القس معه إلى كنيسة الثالوث منذ عقدين من الزمن غضب رجل الشارع وفكاهته. ومع أنني لم أعرف الكثير عن سيرته إلا فيما بعد؛ فقد أصبح من الواضح من لقائي الأول معه - على الرغم من إنكاره المستمر لهذا الأمر - أن موهبته الشاملة وقدرته على توحيد العناصر المتعارضة لتجربة السود، إن لم يكن التوفيق بينها، كانت الأساس للنجاح الذي حققته الكنيسة في النهاية.

قال لي القس رايت: «إن لدينا العديد من الشخصيات المختلفة هنا.» وتابع: «علماء الثقافة الأفريقية من ناحية. والمتمسكون بالتقاليد من ناحية أخرى. وبين الحين والآخر أجد أنه لا مفر لي من أن أتدخل وأهيئ الأمور قبل أن يختلف الحزبان. لكن هذا نادرا ما كان يحدث. وفي المعتاد إن خطرت ببال أحدهم فكرة استحداث خدمة دينية جديدة أخبره بأن يسعى لتطبيقها ولا أعرقل طريقهم.»

من الواضح أن منهجه في العمل أتى بثماره؛ فقد ازداد عدد أعضاء الكنيسة من 200 عضو إلى أربعة آلاف عضو خلال مدة توليه المنصب، وكانت هناك أنشطة ترضي جميع الأذواق بدءا من اليوجا وحتى النوادي المبنية على طراز تلك الموجودة في جزر البحر الكاريبي. كان القس سعيدا للغاية بالتقدم الذي تحرزه الكنيسة في زيادة عدد أعضائها مع أنه أقر بأن المشوار أمامهم لا يزال طويلا.

قال القس رايت: «ليس هناك شيء أصعب من الحصول على اشتراك إخوة في مرحلة الشباب مثلك.» وتابع: «في الواقع إنهم يهتمون بصفة أساسية بكونهم لطفاء غير حادي الطباع. ويقلقون بشأن ما يقوله عنهم أصدقاؤهم. ويقولون لأنفسهم إن الكنيسة تليق بالسيدات أكثر من الرجال، وإنه من علامات الضعف أن يعترف أي رجل بأن لديه احتياجات روحانية.»

نظر القس إلي بعد ذلك نظرة جعلتني أشعر بالتوتر. لذا قررت أن أغير مجرى المحادثة إلى موضوع آخر أكثر ألفة لكلينا، فأخبرته عن مشروع التنمية المحلية وعن القضايا التي كنا نركز عليها موضحا الحاجة إلى أن تنضم إلينا الكنائس الكبيرة مثل كنيسته. جلس في صمت وصبر واستمع إلى كلامي وعندما انتهيت أومأ برأسه.

وقال لي: «سأحاول مساعدتك إذا استطعت.» واستدرك: «لكن ينبغي لك أن تعرف أن انضمامنا إليك لا يعد بالضرورة شرفا لك.» «لماذا؟»

هز القس كتفيه. وقال: «لا يقدر بعض رجال الدين زملائي ما نتحدث بصدده. فهم يشعرون أننا بذلك سنختلف اختلافا جذريا عنهم. وبالنسبة إلى آخرين فإننا لا نختلف اختلافا كافيا. وبعضهم يرانا عاطفيين للغاية. ويرانا آخرون غير عاطفيين بصورة كافية. وتركيزنا على التاريخ الأفريقي وعلى الثقافة ...»

قاطعته بقولي: «يقول بعض الناس إن الكنيسة قادرة على التحول السريع إلى الأفضل.»

تلاشت ابتسامة القس. وقال بحدة: «هراء!» وتابع: «الناس الذين يتفوهون بهذا الكلام يعكسون اضطرابهم الداخلي. فهم آمنوا بكل الأشياء التي تعوق عملنا معا. ونصف هؤلاء يعتقدون أن أفراد العصابات السابقة أو المسلمين السابقين ينبغي ألا يكون لهم علاقة بشئون الكنيسة. ويعتقد النصف الآخر أن أي رجل أسود متعلم أو يعمل في وظيفة أو ينضم إلى كنيسة تحترم الثقافة هو رجل مشتبه فيه إلى حد ما.

Bog aan la aqoon