118

Riyooyinkii Aabbahay: Sheeko Hiddo iyo Dhaxal

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

Noocyada

ترددت. قلت: «في حقيقة الأمر لم أذهب إلى هناك مطلقا.»

بدا أسانتي مرتبكا للحظة. وقال بعد لحظات صمت: «حسنا ... إنني متأكد من أنك عندما تذهب إلى هناك ستتغير حياتك أنت أيضا.» وبذلك تصافحنا ولوح للشاب الجالس في قاعة الانتظار وأغلق الباب وراءه.

خيم علينا الصمت أنا وجوني في معظم طريق عودتنا إلى مكتبنا. وبعد أن قطعنا مسافة كبيرة استدار جوني تجاهي وقال: «هل أستطيع أن أطرح عليك سؤالا يا باراك؟» «بكل تأكيد.» «لماذا لم تذهب إلى كينيا من قبل؟» «لا أعرف. ربما أكون خائفا مما سأجده هناك.» «فهمت.» أشعل جوني سيجارة وأنزل زجاج النافذة لإخراج الدخان. وقال: «كم كان غريبا تفكيري في أبي بعد سماعي حديث أسانتي هناك! لا أقصد أن أبي كان متعلما أو شيئا من هذا القبيل. لكني أقصد أنه لا يعرف شيئا عن أفريقيا. بعد أن ماتت أمي كان مضطرا لأن يربيني أنا وإخوتي بالاعتماد على نفسه. فعمل لمدة 20 عاما سائقا لسيارة بضائع بشركة سبيجال. لكن الشركة سرحته عن العمل قبل أن يحصل على معاشه كاملا؛ لذا ظل يعمل لدى شركة أخرى في الوظيفة نفسها. هذه الوظيفة هي نقل الأثاث .

لم يبد أبي مستمتعا بالحياة على الإطلاق، أتفهم ما أقصد؟ إنه في أيام العطلات كان يظل في المنزل وكان يزورنا بعض أعمامي لاحتساء الخمر وسماع الموسيقى. وكانوا يشكون مما فعله رؤساؤهم في العمل هذا الأسبوع. هذا فعل كذا. وهذا فعل كذا. لكن ما إن يبدأ أحدهم في التحدث عن شيء آخر مختلف بالفعل أو طرح فكرة طيبة حتى يحبطه الآخرون. فمثلا يقول أحدهم: «كيف لزنجي عديم الفائدة مثلك أن يبدأ مشروعا بنفسه؟» ويقول آخر: «خذ هذه الزجاجة من أمام جيمي؛ يبدو أن الخمر ذهبت بعقله.» وكانوا جميعا يضحكون، لكنني أرى أنهم لم يكونوا يضحكون من قلوبهم. وفي بعض الأحيان، عندما أكون بالمنزل، كان أعمامي يقولون لي: «من المؤكد أن عقلك ناضج أيها الصبي، تبدو كرجل أبيض بحديثك المنمق اللبق.»

أخرج جوني من فمه تيارا متدفقا من الدخان إلى الهواء المليء بالضباب الكثيف. وأضاف: «عندما كنت في المدرسة الثانوية كنت أشعر بالخجل منه. أقصد والدي. فقد كان يعمل كثيرا ويجلس في المنزل ويشرب الخمر هو وإخوته. لذا أقسمت أنني لن ينتهي بي الحال وأصبح مثله. لكنني عندما فكرت في هذا الأمر فيما بعد أدركت أن أبي لم يسخر قط عندما كنت أتحدث عن رغبتي في الالتحاق بالجامعة. أقصد أنه لم يقل شيئا عن الأمر، لكنه كان يتحقق دائما من أنني وأخي استيقظنا للذهاب إلى المدرسة، وأننا لم نضطر إلى العمل، وأن معنا مصروف الجيب الصغير. ويوم تخرجي أتذكر أنه حضر مرتديا سترة ورابطة عنق وصافحني فقط. هذا كل ما هنالك ... صافحني وبعدها عاد للعمل ...»

توقف جوني عن الكلام وخلا الطريق أمامنا. وبدأت أفكر في هذه الصور المعلقة في مكتب أسانتي - صور الملكة نفرتيتي الداكنة اللون في عرشها الذهبي، وشكل زولو القوي الأبي في ردائه الطويل المصنوع من جلد النمر - وفكرت في اليوم الذي ذهبت فيه إلى المكتبة منذ سنوات قبل أن يأتي والدي لزيارتي في هاواي بحثا عن مملكتي السحرية وحقي المجيد المكتسب بالولادة. وتساءلت عن الفارق الذي يمكن أن تحدثه هذه الصور على طفل غادر لتوه مكتب أسانتي. وظننت أن تأثير هذه الصور على الطفل يفوق تأثير أسانتي نفسه. في الواقع كان أسانتي رجلا حسن الاستماع. وكانت لديه القدرة على مد يد العون لأي شاب.

قلت لجوني بعد ذلك: «كان هناك.» «من؟» «والدك. كان هناك من أجلك.»

حك جوني ذراعه. وقال: «نعم يا باراك أعتقد أنه كان هناك.» «ألم تخبره قط بهذا؟» «لا، لأننا لم نعتد التحدث معا.» نظر جوني من النافذة، ثم استدار لي: «ربما علي أن أتحدث معه.»

قلت له وأنا أهز رأسي: «نعم جون ربما يتعين عليك فعل ذلك.» •••

على مدار الشهرين التاليين ساعدنا أسانتي ودكتورة كوليار في إعداد اقتراح مقدم إلى شبكة نصح الشباب لتوفير الخدمات التعليمية الخاصة والإرشادية إلى المراهقين المعرضين للخطر، ولإشراك أولياء الأمور في عملية تخطيطية طويلة المدى للإصلاح. وكان هذا المشروع مثيرا للحماسة بصورة كبيرة، لكنني لم أركز عليه كلية لأنني كنت مشغول البال بشيء آخر. وعند انتهاء تقديم الاقتراح أخبرت جوني بأنني سأبتعد عن العمل لبضعة أيام على أن يتولى هو مسئولية حضور بعض الاجتماعات التي خططنا لها لبدء الإعداد لخطة دعم أكبر. سألني جوني: «إلى أين ستذهب؟» «لزيارة أخي.» «لم أكن أعلم أن لك أخا.» «لم أكن أعرفه كل هذه الفترة.»

Bog aan la aqoon