159

Adwa Cala Sunna

أضواء على السنة المحمدية

Noocyada

سميت " سدرة المنتهى " لانتهاء العلم بها ، هذا ما قاله لتلميذه الثاني . أما تلميذه الاول فهو أبو هريرة ، ففى حديث له أنها شجرة يخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن ، وأنهار من لبن ، وأنهار من خمر ، وأنهار من عسل - وهى شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاما لا يقطعها ، والورقة منها تغطى الامة كلها - يا حفيظ ! وفي حديث المعراج أنه لما فرض الله خمسين صلاة على العباد في النهار وفي الليل لم يستطع أحد من الرسل جميعا غير موسى - أن يفقه استحالة أدائها على البشر ! فهو وحده الذى فطن لذلك وحمل محمدا صلى الله عليه وسلم على أن يراجع ربه عشر مرات في حديث ، وخمس مرات في حديث ثان ، وبضع مرات في حديث ثالث - وفيها كلها أنه صلوات الله عليه كلما نزل بعدد منها من عند الله ، أعاده موسى إلى ربه لينقصها حتى رجعت إلى خمس صلوات . وكأن الله سبحانه وتعالى لما فرض الصلاة على المسلمين ، كان لا يعلم مبلغ قوة احتمال عباده على أدائها - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا - وكذلك لا يعلم محمد الذى اصطفاه للرسالة العامة إلى الناس كافة - والله أعلم حيث يجعل رسالته - لا يعلم إن كان من أرسل إليهم يستطيعون احتمال هذه العبادة أو لا يستطيعون . حتى بصره موسى ! وهكذا ترى الاسرائيليات تنفذ إلى ديننا وتسرى في معتقداتنا فتعمل عملها ولا تجد أحدا إلا قليلا يزيفها أو يردها ، بل نرى - واأسفاه - من يصدقها ويعتقدها من حشوية آخر الزمان ، الذين يتجرون بالدين ولا يهمهم أن ينسب الجهل الخاتم المرسلين ، صلوات الله عليه ، ولا يزالون يذكرون اسم كعب الاحبار مقرونا بالسيادة (1) ، ونكتفى بهذه الامثلة فإنها مجزئة (2) .

---

(1) كانوا يعتبرون كعبا في الطبقة الاولى من التابعين ص 90 ج من النجوم الزاهرة - ولا يزال الحشويون يعتبرونه كذلك . (2) انظر ما أوردناه من الاسرائيليات التى تلقاها أبو هريرة عن استاذه كعب الاحبار وذلك في كتابنا " شيخ المضيرة " . (*)

--- [ 163 ]

Bogga 162