وقد عرفَ علماؤُنا قديمًا فائدةَ هذا الكتاب العظيم، فقال بعضهم: "بعِ الدَّارَ واشترِ الأذكار"، وقال آخر: "ليس يذكرُ من لم يقرأ الأذكار"، ومن الوفاء والإِنصاف للكتاب في وقتنا الحاضر؛ أن يظهرَ للنَّاس بما يستحقُّه من مظهر قشيب، وطباعةٍ راقية، وخدمة منهجية، وعلمية فائقة .. والقارىء اليوم -بعد توفر الورق، وتقدُّم فن الطباعة- ليس بحاجة أن يبيعَ الدار أو غيرَها لشراء نسخة واحدة من كتاب كانوا يخطّونه على الرِقاق ويُمضون في كتابته أيامًا وشهورًا، بل بإمكانه الآن أن ينفقَ المال القليل؛ ليعمرَ دارَه وُيزيِّنَها بمكتبةٍ قيِّمةٍ، يَستقي منها مع أهله وأولاده الثقافةَ والعلمَ والأخلاق.
وأسألُ اللهَ سبحانه التوفيقَ والسَّدَادَ فى تحقيق وإعداد طبعة جديدة لكتاب "الأذكار" مُوَثَّقَةٍ ومُتميِّزَة؛ تتناسبُ مع تقدم الطرق الطباعية والإِخراج، وتكسرُ حلقةَ الاستمرار بتصوير طبعات قديمة تمّ إعدادُها وتنضيدُ حروفها الرصاصية المُكسَّرة منذ ثلاثين سنة أو أكثر.
كما أسأله تعالى العفوَ والعافية، وسلامةَ القصد، وحسنَ الخاتمة.
المدينة المنورة
٦ ربيع الثاني ١٤٠٦ هـ
١٨ كانون الأول ١٩٨٥ م
محيي الدين
1 / 7