وأفضلُ الذكر والدعاء ما وردَ مأثورًا في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة؛ لما في ذلك من التوحيد الخالص، والعبادة المشروعة، والمحبّة الصادقة لله ورسوله، والالتزامِ بألفاظٍ مخصوصةٍ هدفَ لها الشّارعُ الحكيم.
وكتاب "حلية الأبرار وشعار الأخيار في تلخيص الدعوات والأذكار" المعروف ب "الأذكار" للإِمام يحيى بن شرف النووي؛ قد أودعَ فيه مؤلِّفُه خلاصةَ علمه وفقهه، وأذابَ في كلماته وحروفه من روحه وإخلاصه .. ورسمَ للمسلم من خلال آيات الذكر الحكيم، وأحاديث النبي الكريم؛ خطةَ عملٍ كاملة تشملُ يومَه وليله، ونومَه واستيقاظه، وعملَه وعبادتَه، وصحته ومرضه، وحِلَّه وترحالَه ..
وهو كتاب مشهور ومقبول لدى خاصّةِ العلماء، وعامّةِ الناس، ولم يحظَ كتابٌ في الأدعية والأذكار -قديمًا وحديثًا- ما حظيَ به "الأذكارُ النووية" من الذيوع والانتشار.
وقد طُبعَ مرارًا، وأفضلُ طبعتين له فيما أعلم:
الأولى: طبعة مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة سنة ١٣٧٥ هـ، وبهامشها تعليقات حديثيّة ولغوية ونحوية؛ مأخوذة باختصار من كتاب "الفتوحات الربانية في شرح الأذكار النووية" لمحمد بن علّان الصدِّيقي المتوفى سنة ١٠٥٧ هـ. ولم تخلُ طبعة الأذكار هذه من تصحيفات وأخطاء، ومع ذلك فهي التي تُصَوَّرُ وتُطبع وتَشيعُ بين الناس.
الثانية: طبعة مكتبة المَلَّاح بدمشق سنة ١٣٩١ هـ؛ بتحقيق فضيلة المحدّث الشيخ عبد القادر الأرناؤوط حفظه الله تعالى، وتمتاز بتحقيق النصوص، وتخريج الأحاديث، والتعليقات المفيدة، وقوبلت على نسختين خطيتين محفوظتين بالمكتبة الظاهرية العامرة بدمشق. ولا شك أن هذه الطبعة أعطت للكتاب كثيرًا مما يستحقُّه من عناية واهتمام.
1 / 6