223

إمائها : هذه زينب بنت علي. فاقبل اللعين قائلا متشفيا شامتا :

كيف رأيت صنع الله بأخيك الحسين. قالت بما يكشف له أنها غير مبالية ولا متفجعة : ما رأيت إلا جميلا ، هؤلاء قوم كتب عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن الفلح ثكلتك امك يا بن مرجانة.

فكان هذا الكلام أشق عليه من رمي السهام وضرب الحسام ولهذا اغضبه حتى هم أن يشفي غيظه بضربه لها ، فقام والسوط بيده فقام عمرو بن حريث وقال : يا امير إنها امرأة والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها ، قال أما تراها حيث تجرأت علي ، قال : لا تلم زينب يرى ابن زياد انه القانط على العراق بيد من حديد والناس تناديه : يا أمير واذا بالمرأة الاسيرة تقول له : يا بن مرجانة.

اما خطبتها بالشام في البلاط الاموي تلك الخطبة البليغة والمملؤة شجاعة وحماسة وقوة ورصانة واحتجاجا وادلة بذلك المجلس المكتظ بمختلف الناس وجماهير الوافدين رواها ابن طيفور في ( بلاغات النساء ) ص 21 وروراها الشيخ الصدوق وغيره من ارباب التاريخ قالوا :

لما ادخل علي بن الحسين عليه السلام وحرمه على يزيد وجيء برأس الحسين ووضع بين يديه في طشت وجعل يضرب ثناياه بمخصرة كانت في يده ، وهو يتمثل بابيات ابن الزبعري المشرك :

يا غراب البين ما شئت فقل

إنما تذكر شيئا قد فعل

Bogga 246