الغوث [a] الخروج عن بلاده وباع ماله بمأرب وهى ارض سبأ التى ذكر الله فى القرآن عند الذى رأى فى كهانته وروى غيره من علامة ذلك السيل فقال عمرو بن عامر لقومه انى واصف لكم البلاد فمن اعجبه بلد فليسر اليه فكان مما وصف ان قال من كان منكم يريد الراسيات [b] فى الوحل المطعمات فى المحل* المدركات بالدخل [c] فليلحق بيثرب ذات النخل وهى المدينة فكان الذين اختاروها وسكنوها الانصار الأوس والخزرج ابنا حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر وهما ابنا قيلة بنت كاهل، وحدث عن محمد بن الحسن قال حدثنى محمد بن يحيى المازنى من مأرب عن معمر بن راشد عن قتادة بن دعامة قال كانوا امنين فى ديارهم وبلادهم يخرج الرجل لا يتزود شيئا يبيت فى قرية ويقيل فى اخرى فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا [d] فنقلت الانصار الى يثرب وغسان الى الشأم وأسد الى عمان [e] وخزاعة الى تهامة ثم رجع الحديث اليهم قال فاقامت الاوس والخزرج بالمدينة ووجدوا الاموال والآطام [f] والنخل فى ايدى اليهود ووجدوا العدد والقوة معهم فمكث الخزرج ما شاء الله ثم انهم سألهم ان يعقدوا بينهم جوارا وحلفا* يأمن به [g] بعضهم بعضا ويمتنعون به ممن سواهم فتعاقدوا وتحالفوا واشتركوا وتعاملوا فلم يزالوا على ذلك زمانا طويلا وأثرت الاوس والخزرج وصار لهم مال وعدد فلما رأت قريظة والنضير حائهم خافوهم [h] ان يغلبوهم على دورهم واموالهم فتنمروا لهم حتى قطعوا الحلف الذى كان بينهم وكانت قريظة والنضير اعد واكثر وكان يقال لهم الكاهنان، قال كانت يثرب فى الجاهلية تدعى غلبة [i] نزلت اليهود على العماليق فغلبتهم
Bogga 63