172

A Righteous Response to the Vile Criminal

الرد القويم على المجرم الأثيم

Daabacaha

الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٣ هـ

Goobta Daabacaadda

الرياض - المملكة العربية السعودية

Noocyada

ومن أمثلة جوامع الكلم في الأحاديث قوله ﷺ «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى» وقوله ﷺ «كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد» وقوله ﷺ «كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل» وقوله ﷺ «إذا أمرتكم فأتوا منه ما استطعتم» وقوله ﷺ «ما ملأ ابن آدم وعاء شرًا من بطنه» وقوله ﷺ «كل معروف صدقة» وقوله ﷺ «ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فهو لأولى رجل ذكر» إلى غير ذلك مما يكثر بالتتبع، وفيما ذكرته منها وما لم أذكره أبلغ رد على المؤلف في زعمه أن في قوله ﷺ «بعثت بجوامع الكلم» دليلًا يثبت استغناء النبي ﷺ بالقرآن عن التحدث بغيره. فصل وقال المؤلف في صفحة (٣٢) ما نصه طبيعة وعادة تثبت أن الأحاديث رويت بالمعنى وليس بالنص من الطبيعة ومن العادة ما يصلح أن يكون دليلًا، ومن عادة الخطباء أن نسمع منهم كلمة (أو كما قال في نهاية كل حديث) حتى أصبحت هذه الجملة كأنها أصل الحديث. وليس معنى ذلك أن الخطباء يردفون كلامهم بتلك العبارة إلا لتكون اعتذارًا مقدمًا عما يتوقعه الخطيب من زيادة أو نقصان في كل كلمة يقولها لأنه يقدر كلام النبي - ص - حق التقدير ويؤمن بمسئولية نفسه في التحدث به مع الناس خطيبًا كان أم مدرسًا. والجواب عن هذا من وجهين أحدهما أن يقال إنه لا يوجد دليل يدل على أن الأحاديث كلها مروية بالمعنى، وليس في الطبيعة ولا في العادة ما يدل على ذلك. ولا ينبغي الاستدلال بالطبيعة والعادة على الأحاديث ولا يصلح ذلك. الوجه الثاني أن يقال قد كان الصحابة ﵃ يعتنون بحفظ الأحاديث أشد الاعتناء ويتحرون ضبط الألفاظ، وكان ابن عمر ﵄ ممن يشدد في ذلك، وقد تقدم ما رواه أبو الزعيزعة كاتب مروان ابن الحكم أن مروان دعا أبا هريرة ﵁ وأقعده خلف السرير وجعل مروان يسأل أبا هريرة وجعلت أكتب عنه حتى إذا كان عند رأس الحول دعا به وأقعده من وراء الحجاب

1 / 171