A Glimpse of the Eloquence in Surah Yusuf in the Quran
غرر البيان من سورة يوسف ﵇ في القرآن
Daabacaha
دار الفاروق للنشر والتوزيع
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
Goobta Daabacaadda
عمان
Noocyada
بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٣٢)﴾ [الأحقاف].
ومن الخصائص أنَّ رسالته - ﷺ - ناسخة للرِّسالات السَّابقة: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٨٥)﴾ [آل عمران] وقال - ﷺ ـ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ (^١)، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ " (^٢) وهذا واضح في نسخ الملل والشَّرائع كلِّها برسالته - ﷺ ـ، فلا يجوز لأحد من الثَّقلين أن يتابع أحدًا من الرُّسل السَّابقين بعد بعثته - ﷺ ـ.
دَعْوةُ يُوسُفَ إِلى التَّوحيد
وقول يُوسُفَ: ﴿مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ﴾ أسلوب نفي من أساليب النَّفي الرَّفيعة المستوى الَّتي تفيد النَّهي والنُّصح والإِرشاد معًا، فقد أراد - ﵇ - بقوله هذا أن ينهى الفتيين عن الشِّرك، وأن يغمزَ قناتهما بأنَّ الشِّرك الَّذي هما عليه خَطْبٌ جسيمٌ وأمرٌ جللٌ وَجَبَ عليهما تركُه، والمعنى لا ينبغي لنا نحنُ معْشَرَ الأنبياء أن نشركَ بالله تعالى شيئًا؛ فالشِّركُ ظلمٌ عظيمٌ ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ... (١١٦)﴾ [النِّساء]
ثمَّ قَالَ: ﴿ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا﴾ بأن جعلنا رُسُلًا موحِّدين ﴿وَعَلَى النَّاسِ﴾ بأن بعث لهم رُسُلًا يدعونهم إلى التَّوحيد ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (٣٨)﴾ فَضْلَ الله تعالى عليهم بتوحيده، فيشركون به غيره.
وبكلِّ حكمة وبراعة يدخلُ يُوسُفُ إلى صميم القضيَّة الإيمانية، فيعرض عليهما
(^١) اختصَّهم - ﷺ - بالذِّكر لأنَّ لهم كتابًا، فإذا كان هذا حال من معه كتاب، فمن لا كتاب معه أولى. (^٢) مسلم "صحيح مسلم بشرح النّووي" (م ١/ج ١/ص ١٨٦) كتاب الإيمان.
1 / 89