ويقول حاتم الطائي:
أماوي إمامت فاسعي بنطفه … من الخمر ريًا فانضحن بها قبري (^١).
ومما يدلّ على تأصل حبّ الخمر وشربها في نفوس العرب أن الله ﷿ لم يحرمها دفعة واحدة وإنما كان تحريمها بالتدرج حتى تعتاد النفوس ذلك. وكان عمر ﵁ بعد إسلامه من أبعد الناس عن شرب الخمر وأكثرهم كراهية لها. يدعو الله ويقول: "اللهم بيّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا حتى نزل قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾ (^٢).
فقال عمر ﵁: "انتهينا انتهينا" (^٣).
(^١) ديوان حاتم الطائيّ ص: ٢٠.
(^٢) سورة المائدة الآيتان: ٩٠ - ٩١.
(^٣) صحيح. سيأتي تخريجه في ص: (٣٧٢).