ولا شكّ أنّ العرب في الجاهلية عرف عنهم حبّ الخمر والتلذّذ بشربها، وعدم مفارقتها لها في حضرهم أو سفرهم وفي نواديهم وحفلاتهم، ولا تكاد تخلو أشعارهم من التغني بها وذكر أوصافها، ومن ذلك قول عمرو (^١) بن كلثوم.
ألا هي بصحنك فاصبحينًا … ولا تبقى خمور الأندرينا
مشعشعة كأن الحصَّ فيها … إذا ما الماء خالطها سخينا (^٢).
(^١) هو: عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب بن سعد التغلبي كان شاعرًا فارسًا أحد فتاك العرب وهو صاحب أحد المعلقات العشر. أحمد الأمين/ شرح المعلقات العشر وأخبار شعرائها ص: ٣١.
(^٢) المصدر السابق ص: ٩٧.
ومعنى البيتين: أنه يأمر المرأة أن تهب من نومها وأن تصبحهم، أي: تسقيهم الصبوح. وهو شراب الغداة. بالصحن وهو: القدح الواسح من خمر الأندرينا وهي: قرية جنوب حلب في طرف البرية. كانت مشهورة بالخمر، ومعنى مشعشة: أي: ممزوجة بالماء. رائق مزجها. والحُصّ هو: الورس، أو هو: الزعفران، شبه صفرتها بصفرته، وسخينا: أي: شرابًا ساخنًا. حاشية الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني ١١/ ٣٤.