Зухри: Ахадисы и биография
الز هري أحاديثه وسيرته
Жанры
هذا، مع أن رواية (الخلاصة) عن مالك مرسلة وغريبة فهي مردودة لنكارتها، ويؤكد ما ذكرناه ما رواه الخطيب في كتابه الكفاية في علم الرواية(1) بإسناده عن ابن أبي أويس قال: سمعت خالي مالك بن أنس يقول: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم، لقد أدركت سبعين عند هذه الأساطين -وأشار إلى مسجد رسول الله- يقولون: (قال رسول الله) فما أخذت عنهم شيئا، وإن أحدهم لو ائتمن على بيت مال لكان به أمينا، إلا أنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن، ويقدم علينا محمد بن مسلم بن عبيدالله (ابن عبدالله بن شهاب) وهو شاب فنزدحم على بابه. انتهى.
ومعنى هذا أنه ترك العباد والنساك بمسجد رسول الله الأمناء، وعدل إلى الزهري وهو شاب، وذلك لأن الزهري من أهل هذا الشأن.
فكان خلاصة الكلام أنه ترك العباد وعدل إلى الزهري، وذلك يشعر بأن الزهري ليس من العباد وأنه لا يستقيم مع ذلك أن يصفه مالك بأنه: (تقي ما له في الناس نظير) لأن من كان في التقوى منقطع النظير لا بد أن يكون من العابدين؛ لأن الباعث على التقوى باعث على العبادة وهو الخوف والرجاء والرغبة في الشكر وتعظيم الله جل جلاله، فتأكد أن مالكا لم يصفه بالتقوى المذكورة، وأن ما في (الخلاصة) عنه تصحيف.
فإن قيل: إن تعظيم القوم للزهري، واتخاذهم له إماما في الحديث يدل على أنه عندهم من أهل الفضل في الدين.
قلنا: لا نسلم ذلك:
فقد رووا عن بعض أئمتهم ما يدل على خلاف ذلك، ففي كتاب المجروحين لابن حبان(2) عن يحيى بن سعيد القطان أنه قال: لم نجد الصالحين أكذب منهم في الحديث.
وروى ابن حبان هنالك أيضا عن عمرو الناقد عن وكيع أنه قال وسأله رجل فقال: يا أبا سفيان، تعرف حديث سعيد بن عبيد الطائي عن الشعبي في رجل حج ثم حج قال: من يرويه؟ قلت: وهب بن إسماعيل، قال: ذاك رجل صالح وللحديث رجال. انتهى.
Страница 80