446

عما يحتاجون فيه إلى النظر والاستدلال. ولو فعلوا ذلك لعطلوا الطريق الذي يتوصل إلى معرفة الله وتوحيده ، ولكان لا يتبين فضل العلماء الذين ينقبون بقرائحهم في استخراج المعاني المتشابهة ، ورد ذلك إلى المحكم.

وأما قوله : ( الر كتاب أحكمت آياته ) (1) فمعناه : أنها حفظت من فساد المعنى وركاكة اللفظ. وقوله : ( كتابا متشابها ) (2) فمعناه : أنه يشبه بعضه بعضا في صحة المعنى وجزالة اللفظ.

و «أخر» جمع أخرى. وإنما لم ينصرف لأنه وصف معدول عن الآخر ، ولا يلزم منه معرفته ، لأن معناه أن القياس أن يعرف ولم يعرف ، لا أنه في معنى المعرف ، أو عن : آخر من.

( فأما الذين في قلوبهم زيغ ) أي : ميل وعدول عن الحق ، فيتبعون ما تشابه منه كالمبتدعة ( فيتبعون ما تشابه منه ) فيتعلقون بالمتشابه الذي يحتمل ما يذهب إليه أهل البدعة مما لا يطابق المحكم ، ويحتمل ما يطابقه من قول أهل الحق ( ابتغاء الفتنة ) طلب أن يفتنوا الناس عن دينهم بالتشكيك والتلبيس ومناقضة المحكم بالمتشابه ، فيضلونهم ( وابتغاء تأويله ) وطلب أن يؤولوه على ما يشتهونه. ويحتمل أن يكون الداعي إلى الاتباع مجموع الطلبتين ، أو كل واحدة منهما على التعاقب. والأول يناسب المعاند ، والثاني يلائم الجاهل.

( وما يعلم تأويله ) الذي يجب أن يحمل عليه ( إلا الله والراسخون في العلم ) والعلماء الذين رسخوا في العلم ، أي : ثبتوا فيه وتمكنوا. ومن وقف على «الله» فسر المتشابه بما استأثر الله تعالى بعلمه ، كمدة بقاء الدنيا ، ووقت قيام الساعة ، وخواص الأعداد كعدد الزبانية ، أو بما دل القاطع على أن ظاهره غير مراد ،

Страница 451