============================================================
الذي نسب إليه بعض الباحثين المدرسة البغدادية المزعومة .
وجوابا عن السؤال عن علاقة الكتاب بالإسماعيلية، لا بد أن نضع في اعتبارنا موضوع الكتاب ومؤلفه وبينته وجمهوره ومصادره. ومن حيث الموضوع، فالكتاب عمل لغوي لدراسة الأصول الاشتقاقية للمصطلحات الدينية والثقافية . و في اللغة من حيث هي منظومة اتصالية لا توجد فروق مذهبية، بل توجد الفروقا ال المذهبية على مستوى التأويل النظري للوقائع اللغوية وما يترتب عليها من أبنية ذهنية . وبالتالي فالخلافات اللغوية في اشتقاق أصول المصطلحات يمكن أن تظهر بين أتباع المذهب الواحد، ما دامت تتعلق بالتفاصيل الجزئية اللغوية، تماما كماا يمكن أن تظهر الاتفاقات فيها بين أتباع المذاهب المختلفة، لأن اللغة في ذاتها اهي علم يتجاوز الفروق المذهبية.
وقد رأينا سابقا أن أبا حاتم الرازي كتب الزينة في الطور الأول من حياته ، وربما أعد المادة الأولى منه حين كان يعيش في بغداد، وما زال تحت تأثير ال الحلقات اللغوية للمبرد وثعلب والسكري. وما دامت مصادره سنية في الأعم الأغلب، والبيئة التي أنتج فيها الكتاب سنية، فإن الكتاب نفسه كان لا بد أن يقلل من نسبا تشيعه إلى أدنى حد، أي حتى يصل به إلى الدرجة المعتدلة التي يسمح بها الوسط السني.
والحقيقة أن المؤلف يعلن بصريح العبارة بأنه يريد أن يتخطى الثنائية القطبية الحادة بين "التشيع" و"التسنن". وعنده أن التشيع الصحيح هو التسنن الصحيح أن سنة رسول الله وأخلاق ورثته من أهل البيت تقتضي الالتزام بحبل السنة والجماعة، والوحدة التي تضم ولا تفرق، وتؤلف ولا تباغض. يقول أبو حاتم: أهل الفرقة والاختلاف خارجون عن الجماعة والسنة، وإن كثروا، لأنهم لم يجتمعوا على مؤلفي جامع مؤيد من الله. فأمرهم منتشر، وقولهم باطل، وعملهم ضائع. وأهل السنة مجتمعون على إمام واحد مؤيد جامع لأمورهم، فهم على نظام واحد، متسقون متصلون، متآخون في الله، لأن الإمام لهم بمنزلة النظام الذي قدا نظمهم. والإمام في كلام العرب: النظام والمثال الذي يؤلف بين المختلفين ويجمع شمل المتفرقين، وهو لهم مثال وقدوة".
Страница 68