============================================================
المقالات" لأبي القاسم الكعبي عند حديثه عن المعتزلة والقدرية. ويصح هذا الإجراء على كتابي النوبختي والقمي الأشعري، فقد استقى هذه الفقرات من الكتابين المذكورين، على النحو الذي استقى فيه من المبرد أو ابن قتيبة، مثلا.
وبرغم أن أبا حاتم اجتهد في إخفاء مصادره قدر الإمكان، فقد أمكنني تحديد ما يقرب من سبعين مصدرا من هذه المصادر في أثناء تحقيق الكتاب. لكن هذا العدد لا يستغرق جميع مصادر الكتاب، بل يشمل المصادر المعروفة، أو بعبارة أدق، المصادر التي اطلعت عليها شخصيا . فإذا أضفنا لها عناوين الكتب المفقودة مثل "معاني القرآن" للمبرد وثعلب والكسائي وغيرهم، و"غريب القرآن" لأبي عبيد وغيره، والذواوين والأعمال والمجموعات الشعرية، فإن مصادر الرازي سترتفع حينئذ بالتأكيد إلى ما يزيد على مائة كتاب أكب عليها أبو حاتم الرازي لإنتاج موسوعته الاشتقاقية.
الإسصاعيلية وكقاب "الزينة" هنا لا بد من التساؤل عن علاقة كتاب الزينة بالإسماعيلية، فهل يصح أن يوصف الكتاب بأنه كتاب إسماعيلي؟ وهنا أيضا لا بد من إثارة سؤالين مهمين؛ الأول عن علاقة الاشتقاق بالمدرستين الكوفية والبصرية، والثاني عن علاقة الاشتقاق بالتأويل، ولا سيما من حيث هو آلية في المنهجية الإسماعيلية . ال جوابا عن السؤال حول علاقة الاشتقاق بالمدرستين الكوفية والبصرية يمكن القول إن الاشتقاق لم يكن موضوعا خلافيا بين المدرستين. وسواء أقلنا بوجود مدرسة بغدادية أو أنكرناها واعتبرناها مجرد تسمية للمدرسة الكوفية (1) ، فإننا نجد أن الاشتقاق يحظى باهتمام جميع اللغويين على اختلاف تصنيفاتهم المدرسية، الا بدعا من حلقة المبرد، ومرورا بابن قتيبة، وانتهاء بتلاميذ ثعلب. قد يختلفون في مدى تطبيق الاشتقاق، لكنهم يتفقون على أهميته. ولا داعي للتذكير بأن أبا حاتم قد درس على شيخي المدرستين الكوفية والبصرية، كما درس أعمال ابن قتيبة (1) كان هذا هو رأي المرحوم الدكتور مهدي المخزومي في كتابه "الدرس النحوي في بغداد" دار الرائد العربي، 1987.
Страница 67