Муж женщины из свинца и его красивая дочь

Абдель Азиз Барка Сакен d. 1450 AH
38

Муж женщины из свинца и его красивая дочь

زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة

Жанры

ثم سألتك قائلة: أين اختبأت كل هذه الأشهر، هل كنت في مغامرة؟ أنا أحب المغامرات، لم لا تصطحبني معك؟ حتى ياسمين إبراهيم لا تدري أين أنت، وسألتني عنك وداد بنت كلية الهندسة كثيرا، فأين كنت؟

شرب والدك قهوته المرة، أشعل سيجارة، أطفأها، تذكر جعفرا، قام تمشى في الحجرة، ابتسم، قال لك: أرجوك ألا تغيب كثيرا من البيت، وكن نفسك، كن نفسك ولا تتهيب الطريق، أنا عاف منك وأحبك جدا.

قالت منى وقد أثارها المشهد والرومانسية: أهو مسافر؟

حقيقة كنت محتارا ولم تفهم موقف والدك، أهو معك؟ أهو عليك؟ لكنك أحسست بطمأنينة بالغة، نظر إلى ساعته، قال إن أحدهم ينتظره، الساعة تشير إلى التاسعة والثلث مساء، قال لمنى: تخيلي أننا في هذا الآن - هذا الآن بالذات - نقف أمامه وجها لوجه؟

قالت أختك منى وهي تضع حقيبة كتب الجامعة على مقعد كان بقربها: سأسأله، لماذا لم يستطع أن يجدك إلا اليوم؟

ثم سألت والدك: أين تعرفت عليه أول مرة؟

قال مبتسما: وجدته مع جعفر قرب النهر، يلعبان مع السلاحف المائية، وقد وعدني بأن نتقابل مرة أخرى، لا أدري لماذا يريد أن يقابلني، وأنا لا أدري لماذا أصر على أن أجده؟ أقابله وأراه، ألم تره؟ نعم لقد كانا يلعبان مع السلاحف المائية عندما جئت إلى الشاطئ هو وجعفر، ورأيت جعفرا، وكان فرحا ومبتهجا، وعندما سألته عما سره؟ حدثني عنه وقال لي: إنه ذهب بعيدا خلف السلاحف المائية وقال لك انتظره أو ابحث عنه، وهو بدوره سينتظرك أو يبحث عنك؛ لأنكما لا بد أن تتقابلا، فلم أسأل جعفرا أي سؤال ملح عنه، لا عن جنسه أو نوعه أو حتى كيف يتكلم؟ أيومئ برأسه أو بذيله، أو يتحدث بلسانه، أو أنه يرقص كلماته مثل زوربا اليوناني؟

خرج والدك، كان رجلا نشطا خفيفا كالريح، يمشي فتخاله يرقص في العاصفة، أخذت تحادث أختك منى في شئون شتى، تذكرتما جعفرا، جعفر مختار، قلت لأختك: جعفر هو أساس ما نحن فيه من ألم، وله دور خطير فيما يجري الآن، قالت لك خائفة: لا، لا تتحدث عن جعفر بهذا الأسلوب، إنه يحبنا.

قال في حزن: أنا لا أنكر حبه لنا، ولا أنكر أنني أحبه أيضا، لكن هذا ما أحس به ! قالت لك: تخيل حال والدنا محمد الناصر إذا لم يكن في حياته جعفر؟

فقلت لها جادا: كان سيصبح رجلا بريئا عاديا وديعا، ولوفر علينا ما نحن فيه من هم، حيرة، وأسئلة، ومأساة.

Неизвестная страница