روستو عجل تشيعه كماة السنة، سلطة هندباء ورشاد، شمبانيا مم.
الخاتمة:
معمول، عيش السرايا، مشمش حموي وخوخ إفرنجي.
ولما جلس الضيوف إلى المائدة أعجبوا بإتقانها وترتيبها، وأدهشت قائمة الطعام حتى الست هند، فقال المطران والقائمة في يده: هذا شيء جديد على المائدة العربية يا يوسف أفندي. - الخادمة الجديدة يا سيدنا تجيئنا كل يوم بأمر عجيب. - وهل هذه اختراعها؟ - علمي والله علمك، اسألها.
فقال القائمقام: لا شك أن الست هندا ... فقاطعته ربة البيت قائلة: لا، وحياتك، لا علم لي بها.
فأوقف المطران مريم وهي تقدم الشوربا وسألها قائلا: هل هذا خطك يا بنتي؟ - نعم يا سيدنا. - ومن علمك كتابة هذه القائمة؟ - رأيت واحدة بالإفرنسية عند الرئيسة في الدير، كانت تحفظها ذكرا لمأدبة حضرتها لما كانت في باريس، فخطر في بالي أن أكتب مثلها في العربية؛ فتعرفون منها في الأقل ما يقدم لكم. - ولكن عادات المطاعم لا يجرى عليها في بيوت الأماجد. - وهذه العبارة، قالت الحكماء؟ - قرأتها في كتاب، والراهبات في الدير دائما يرددنها ويذكرن البنات بها، كنا نجوع إكراما للحكماء. - واليوم أخذت بثأرك منا، ها ها ها! ما رأيت حياتي أذكى من هذه الفتاة، أهنئك يا ست هند بها، وأنصح لكم يا سادة أن تعملوا بقول الحكماء، يظهر من هذه القائمة أن يوسف أفندي يريد بنا شر. - لا إكراه أيها السيد لا في الدين ولا في الطعام. - ولكنا بشر يا ابني وضعفنا رأس مال إبليس. - أنا أستعفي من الدور الثاني. - ألتبرهن لنا يا سعادة القائمقام أنك حكيم؟! لعمري إن الحكماء أضعف البشر وإبليس يزدريهم ولا يحفل بهم. - الدور الثاني أحسن ما في القائمة، هل الحجال صيد اليوم؟ ونظر رئيس الدير إلى الست هند ولاحت في عينه ابتسامة. - وإذا كانت من صيد البارح؟ - عفوا يا ست هند، لا تستثقلي التعنت من راهب معدته عاصية عليه. - وأنت دائما تبرطلها بالمآكل الضخمة. - بل أعاقبها تأديبا لها وانتقاما منها، ليت الراهب يستطيع أن ينزع معدته قبل دخول الدير.
فوضع القدح يوسف أفندي من يده وقال ضاحكا: عندئذ يا محترم تقفل كل الأديرة.
فهتف المطران قائلا: أحسنت أحسنت، دير بلا خمر لا يكون، ورئيس بلا كرش ينافي كل معقول ومنقول. - سيادتك ناقم على الرهبان. - لأن خمرهم في هذه الأيام عاطل ومعدهم فاسدة.
فقال يوسف أفندي: ليت المعدة وحدها فاسدة، ها ها ها قدمي السمك إلى الرئيس يا مريم، يقول الأطباء: إن السمك أسهل المآكل هضما وأكثرها غذاء، وهذه السمكات كانت صباح اليوم في البحيرة تسبح الله، اعطف على «السبعلية» أمامك يا سعادة القائمقام فقد حرم النبي الخمر ولم يحرم النبيذ، عصير العنب كعصير التفاح أو الرمان. - صحيح، وقد أدرك ذلك أسلافنا الأمويون. - وأسيادنا الأتراك يحذون حذوهم. - رجل في الجامع وأخرى في الحانة، هذه روح العصر أليس ذلك يا سعادة البك؟ - نعم يا ست هند، ومن رأيي أن قليلا من الخمر يفيد الإسلام، ينهض بالمسلمين من خمولهم.
فقال رب البيت وقد أفرغ كأسه وملأها للمرة الثالثة أو الرابعة: والكثير منه ينصرهم على أعدائهم، الحماسة سر النجاح والخمرة تضرم في النفس نار الحماسة، للخمرة وحدها فضل على الأوروبيين عظيم، الخمرة أم الحرية.
Неизвестная страница