Да здравствует арабский язык, падет Сибавэй
لتحيا اللغة العربية يسقط سيبويه
Жанры
لكن الشطر الأول من هذا البيت أبلغ كثيرا في رأيي وأكثر دلالة على انحياز العقل العربي إلى المظهر على حساب الجوهر، ويقول فيه المتنبي:
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم؟
فقد لاحظ أبو الطيب أن الناس في عصره يلتزمون بإحفاء شواربهم وإطلاق لحاهم، وهي سنة معروفة، ثم بعد ذلك يفعلون ما يشاءون مما يتناقض مع جوهر الدين وينافي تعاليمه الأساسية. ومن هذه الملاحظة طرح سؤاله العبقري: هل الغاية من الدين الذي نزل للإنسان في الأرض هو المظهر الذي يبدو عليه الإنسان، أم هو الجوهر الكامن في قلبه ويترجم بمواقفه من الآخرين؟
وكأن المتنبي يعيش بيننا الآن ويرى البعض يختزل ديننا العظيم في بعض المظاهر غير الجوهرية، وكأنها لب الدين وأساسه الركين. نرى البعض يختزل الدين الإسلامي في الحجاب بالنسبة للمرأة واللحية بالنسبة للرجل. أما أن يلتزم الناس بالأمانة في المعاملة والبعد عن الفحشاء وعن الرشوة والسرقة، أما عن مساعدة المحتاج وأداء العمل بضمير متيقظ والسعي لخدمة الناس وإسعادهم، فكل هذه أمور ثانوية في نظرهم ولا ترقى إلى مستوى المظاهر.
وهناك مقولة أن العربي يهتم بالكلمات أكثر من المعاني والمعاني أكثر من الأفعال. والأمثال الشعبية تعكس هذا النزوع إلى تفضيل الشكل مثل «لاقيني ولا تغديني» و«لبس البوصة تبقى عروسة» و«الصيت ولا الغنى». وهذه الأمثال، وإن كان فيها الكثير من الحكمة إلا أنها ترمز بوضوح إلى العقلية العربية التي تولي الشكل أهمية قصوى. •••
الخاصية الأخرى الواضحة في العقل العربي والتي تنعكس في اللغة ثم تعود فتؤثر على الإنسان العربي هي النزعة إلى المبالغة. ونلاحظ أن البلاغة والمبالغة مشتقان من نفس المصدر، مما يعطي انطباعا بأن المبالغة هي جزء لا يتجزأ من البلاغة، التي تعد من أنفس المزايا وأقيمها عند العرب. وبحكم تركيبها فإن اللغة العربية تسوق المتحدث أو الكاتب وتدفعه دفعا إلى أن يضخم المعنى ويسعى إلى تفخيمه والنفخ فيه حتى يؤثر على سامعه.
وإطلاق اسم لغة الضاد على العربية لم يأت من قبيل الصدفة، لكنه يعكس هذه النزعة، حيث إن العربية هي اللغة الوحيدة في العالم التي تحوي حرف الضاد، وهذا الحرف هو تفخيم وتضخيم لحرف الدال الذي تكتفي به كل لغات العالم الأخرى.
ولا تكاد قصيدة أو عمل إبداعي عربي منذ العصر الجاهلي يخلو من المبالغة والتهويل. ولعل من أشهر الأبيات التي وصلت بملكة المبالغة إلى حد الكاريكاتير هو بيت عمرو بن كلثوم في معلقته الشهيرة التي مطلعها:
ألا هبي بصحنك فاصبحينا
ولا تبقي خمور الأندرينا
Неизвестная страница