Да здравствует арабский язык, падет Сибавэй
لتحيا اللغة العربية يسقط سيبويه
Жанры
لا تحذ حذو عصابة مفتونة
يجدون كل قديم شيء منكرا
وتطور المجتمعات يكون عادة في التوازن بين التيارين؛ فالمحافظة على القيم والمثل التي تعد البوتقة التي ينصهر فيها أي مجتمع من المجتمعات، هي صمام الأمان الحافظ على استقراره وتماسكه، لكن الاكتفاء بالموروث وحده يجعل المجتمع يتقوقع على نفسه ويتحجر ثم يذبل شيئا فشيئا. فكل مجتمع في حاجة إلى جرعات منتظمة من التغيير والتبديل من أجل الاستمرار في الحياة.
وكلما تأخر المجتمع في قبول التجديد تزداد الحاجة إلى هزة أقوى للفكر المتوارث؛ فكل مجتمع في حاجة ماسة خلال كل حقبة إلى أن يجاري التطور الطبيعي للحياة؛ لذلك كانت عمليات إعادة النظر في الموروث لازمة في كل عصر لاستمرار التطور باتجاه المستقبل.
وفي الماضي كان تطور الحياة الطبيعي بطيئا للغاية. أما اليوم فقد أصبحت ضرورة تطويع المجتمع للتطور أكثر إلحاحا خلال فترات زمنية قصيرة للغاية؛ نظرا للإيقاع المتلاحق للتطور الطبيعي لأي مجتمع من المجتمعات. ولو طبقنا ذلك على اللغة، لأدركنا كم تأخرنا وكم فوتنا من الفرص لإحداث ثورة لغوية تضع العربية على خريطة أكثر لغات العالم رقيا وتطورا.
والصراع بين القديم والحديث اتخذ في الماضي أشكالا عنيفة كما حدث في الثورات التي هزت العالم خلال القرون الماضية. ومن يدرس تاريخ أهم الثورات، مثل: الثورة الفرنسية في 1789م، والثورة السوفيتية في 1917م، يتضح له أنها لم تكن نتيجة مصالح متناقضة وصراعات على الحكم بين الطبقات فقط، بل كانت خلفياتها دائما الصراع بين القديم والحديث، الصراع بين قيم وأفكار وعلاقات اجتماعية أصبحت بالية، لكن أصحاب السلطة يتمسكون بها، ورؤية جديدة للحياة تسعى إلى فرضها شرائح غاضبة من الشعب.
لهذه الأسباب كان ماكيافيللي (1469-1527م) يعطي في كتابه الشهير «الأمير» نصيحة ثمينة؛ حيث يقول للأمير الشاب الذي كان يلقنه دروسا في فن السياسة: «إذا أردت أن تتفادى الثورة، فاصنعها بنفسك.»
ومعنى هذا الكلام أن الثورة على الماضي ضرورة حتمية يمكن أن تتم برضى الحاكم إذا تقبل الواقع الجديد وأجرى التغييرات التي تستلزمها ظروف عصره. أما إذا رفض ذلك وتمسك بالحفاظ على الماضي فإن الثورة على القديم ستتم في كل الأحوال، ولكن بأشكال عنيفة وضد إرادته.
وإذا استخلصنا من حكمة داهية السياسة الشهير ماكيافيللي ما يفيدنا في هذا البحث فإننا نقول: لنقم نحن بثورة في اللغة العربية اليوم بدلا من أن يفرض علينا الأمر الواقع، ونجد لغتنا في خطر داهم بعد بضعة أجيال قادمة. وعلى حد تعبير ما جاء في تراثنا العربي، فليتم ذلك «بيدي لا بيد عمرو.» •••
وفي غياب إجابات صريحة وجريئة عن الأسئلة التي طرحتها حول أسباب ضعف المستوى اللغوي للناطقين بالعربية، فإننا سنظل ندور في حلقة مفرغة: شريحة متضائلة من المتخصصين يرفضون التطوير، لكن لهم الصوت العالي والسيطرة على مناهج التعليم وأدوات الثقافة والإعلام، ثم غالبية ساحقة لم تعد قادرة على استيعاب اللغة واستخدامها وتشعر بعقدة بسبب هذا العجز.
Неизвестная страница