وبلغ أبا علي أن هراة سميت لفائق، فقصدها أبو علي وكتب إليه يعاتبه على ما استجازه من الخطبة على خطبته. ثم اتفقا على أن تكون هراة لفائق، ونيسابور مع قيادة الجيوش لأبي علي. ورتب كل واحد منهما أصحابه بناحية عمله، وحملت الخلع من بخارى على الرسم لولاية «1» الجيوش، وأبو علي يظن أنه هو المقصود بها، والمحبو بالكرامة فيها، حتى إذا بلغ الرسول منتصف الطريق، عدل إلى فائق بما صحبه، فعلم أنه مكر مكروه، وغدر أسروه، وأنه هو المقصود بالسوء والمراد بالمحذور. فلما علم أن فائقا شخص عن هراة، نهض أبو علي من نيسابور كالسهم المرسل والشهاب المرصد، حتى انقض عليه فيما بين هراة وبوشنج «2» فعل من اتخذ الجد خدنا «3» وصاحبا، ونكب عن ذكر العواقب جانبا. وعلم أنه متى استمرت به تلك الحيلة، ونفذت فيه تلك المكيدة، وعرف جبنه وخوره، لم ترتفع «4» له ولا لأهل بيته راية، ولم تعرف لانتقاض الأمور عليهم، وانسياب المحذور إليهم من كل وجه [46 ب] غاية.
فصدق قتاله آخذا بفرط الجد والتشمير، ودق عسكره دق المضبب أستاه «5» المسامير، فولوا به منهزمين إلى مرو الروذ، [وأردفهم أبو علي بعدة من قواده للتشريد به «6» في مهربه، فوافقوه بقنطرة مرو الروذ] «7»، مستعدا للمدافعة، ومحتشدا للمنازعة «8». فقارعهم حتى أسر عدة منهم، وحملهم إلى بخارى.
Страница 89