379

فلما ورد التاهرتي بزعمه رسولا، صغر الشريف الحسن شأنه، ووضع فيه لسانه، وأبى أن يكون له نبات على دوحة الرسالة، وانتساب إلى نبعة النبوة، وادعى عليه فساد الدين، واستحقاقه ضرب الوتين «1»، فخلى السلطان بينه وبين ما يستجيزه لنفسه ودينه فيه، فقام إلى جيده بضربة غرقته في دم وريده.

وقد كان الإمام «2» القادر بالله أمير المؤمنين [216 أ] كتب إلى السلطان يمين الدولة وأمين الملة بما ترامى إليه من خبر الرسول، وما يقتضيه الدين من التصلب عليه «3»، وتقديم الجد في الانتصاف للإسلام والمسلمين منه. فلما ختم أمره بما تقدم ذكره، أنهي إلى مجلس الخلافة صورة الحال، وكعم «4» السيف أفواه العذال، فقوبل من القبول بمقتضاه، وجزي الخير على ما أتاه وتوخاه «5»، فكان مثل التاهرتي [كما قيل] «6»:

ومن يشرب السم الزعاف فإنه ... حقيق بأنياب المنايا النواهس

ذكر الأمير أبي العباس مأمون بن مأمون خوارزمشاه وما ختم به

أجله «7» إلى أن ورث السلطان ملكه «8»

Страница 395