317

وحكي عن الأستاذ أبي سعيد عبد الملك بن عثمان الواعظ «8»، أحد الصالحين من عباد الله الموقنين «9»، والساعين في مصالح المسلمين أنه نقل إلى دار كان يسكنها المرضى والزمنى من الفقراء وأبناء السبيل، في يوم واحد من أيام هذه السنة أربعمائة ميت عن برح الجوع والمخمصة، على أن يوعز بتكفينهم ودفنهم، فأتاه خبازه الذي كان يقيم جرايات المذكورين من جهته، وهو في حيرته «1» يذكر أنه قد بقي في هذا اليوم بعينه مما كسد على البيع أربعمائة من خبزا «2»، فسبحان من يقضي على من [178 ب] يشاء بالفناء مع إمكان الأقوات، ووجود «3» الكفايات.

وقد أكثر الناس في ذكر ذلك «4» الغلاء والبلاء «5»، فمنه قول أبي منصور الزاوهي «6» الكاتب:

قد أصبح الناس في غلاء ... وفي بلاء تداولوه

من يلزم البيت يؤد جوعا ... أو يشهد الناس يأكلوه

ولأبي محمد العبدلكاني الزوزني «7»:

لا تخرجن من البيوت ... لحاجة أو غير حاجة

والباب أغلقه عليك ... موثقا منه رتاجه

Страница 328