فلما سمع الأمير ذلك من كلامه، وأحس مصدوقة ما هم به عند يأسه من مرامه، رأى حظ الدين وأوليائه في موادعته، واستنزاله عن ماله وعدته، أرجح من تخليته، وما اختاره من التقاطع بالسيوف، والتهافت في الوقود، فواقفه «1» الأمير السيد يمين الدولة وأمين الملة على كف يد الإرهاق عنه على ألف ألف درهم شاهية، وخمسين رأسا من الفيلة ضمنها نقدا، وعلى عدة «2» قلاع، وبلاد في سرة مملكته، كان اشترطها [17 أ] عليه أن «3» يسلمها إلى من يتسلمها من جهته، بعد أن يبعث إليه برهائن «4» من عشيرته وأعزته، على الوفاء بما يضمنه، والإنجاز لما «5» يعده. وقبض المال والفيلة نقدا، وواقفه على البلاد المذكورة وعدا.
Страница 33