ولما تصدى الأمير ناصر الدين سبكتكين لمواقعة ملك الهند حين تورد حدود الإسلام على ما نطق بشرحه صدر هذا «1» الكتاب، اغتنم خلف بن أحمد انتقاض بست عن الحفظة، وخلوها عن الشحنة، فأسرى إليها من اقتاض بيضتها «2»، واقتض «3» عذرتها، وحرف كلمة الدعوة «4» عنها، وغمس يده في أموالها فجباها، وجمعها فأوعاها. فلما أفلج «5» الله ناصر الدين على الكافر اللعين، عطف العنان إلى بست ممتعضا من غدره، محتفظا من سوء [109 ب] حفاظه، فاتقاه أصحاب خلف بن أحمد بظهور العار، وأعقاب الإدبار والصغار. وهم ناصر الدين سبكتكين بمناهضته، واستخار الله تعالى في مناجزته، فأرسل إليه خلف من يتأول عليه في ذلك البعث محافظته «6» على حكم الموالاة في حفظ ولايته، ويتضمن تصحيح ما صار في جبايته، ويتبرع بزيادة تقوم مقام الأرش «7» عن جنايته، تفاديا عن ثقل وطأته على أعماله، وتصونا عن عورة الافتضاح في قتاله. فتغابى ناصر الدين عن شر غدره، كفا ليد الاقتدار، واكتفاء منه بذل الاعتذار، [فكان مثله في ذلك كما قال أبو تمام:
ليس الغبي بسيد في قومه ... لكن سيد قومه المتغابي «8»] «9»
Страница 201