وإنا وإن كنا على الكل لم نطق ... نحاول بعض البعض من بعض ما يلفى
لئن قبلوا ألفًا نزد نحن بعدهم ... على الألف ما يستغرق الفرد والألفا
وإن وصفوا واستغرقوا الوصف حسبنا ... نجيل بروض الحسن من وصفهم طرفا
ونقبس من آثارهم قدر وسعنا ... ونركض في مضمار آثارهم طِرْفا
ومن مديحها في سيد البشر، الشافع المشفع في المحشر، ﷺ:
أُناديك يا خير البرية كلها ... نداء عبيد يرتجى العفو واللطفا
وأين محق في هوى حبك الذي ... يفل جيوش الهم أن أقبلت زحفًا
وما أنا فيه بالذي قال هازلا ... أليلتنا إذ أرسلت واردًا وحفًا
وأشار بهذا إلى قصيدة ابن هانئ الاندلسي، التي تقدمت الإشارة اليها ومطلعها:
أليلتنا إذ أرسلت واردًا وحفًا ... وبتنا نرى الجوزاَء في أذنها شنفًا
وهي مشهورة فلا نطيل بذكرها، وإنما الغرض تبرئة المترجم من الغلط.
وقال أيضا ملغزًا في قوله تعالى (ثم استخرجها من وعاء أخيه) ويخاطب علماء فاس عموما، ويخص العلامة ابن زكري:
شيوخ البيان الذائقين حلاوة ... من العلم لم تطعم لغير ذويه
سلام من الله السلام ورحمة ... يعمانكم من خامل ونويهِ
سؤال غريب دون شنجيط أرضه ... من البعد تيه يتصلن بتيه
إذا شبَّه الهادي بها وجه مرشد ... تشابه في عينيه وجه مُتِيهِ
قِراهُ لديكم أهْل فاس جوابهُ ... بنص بيان في البيان وجيهِ
سما بكمُ علم البيان وحقه ... إذا ما هوى ظن بمختلجيهِ
أسائلكم ما سر إظهار ربنا ... تبارك مجدًا من وعاءِ أخيهِ
فلم يأت عنه منه أو من وعائه ... لأمر دقيق جلّ ثم يخيهِ
فإن تك أسرار المعاني خفية ... فمرآتها أفكار كل نبيهِ
وأنت ابنَ زكريّ نبيهٌ محقق ... تفرَّدْتَ في الدنيا بغير شبيهِ
إذا غصت في بحث حصلت بدره ... وخليت عن سفسافِه ورديهِ
1 / 8