﴿بل رفعه الله إليه﴾ أَيْ: إلى الموضع الذي لا يجري لأحدٍ سوى الله فيه حكمٌ وكان رفعُه إلى ذلك الموضع رفعًا إليه لأنَّه رُفع عن أن يجري عليه حكم أحدٍ من العباد ﴿وكان الله عزيزًا﴾ في اقتداره على نجاة مَنْ يشاء من عباده ﴿حكيمًا﴾ في تدبيره في النَّجاة
﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ﴾ أَيْ: ما مِن أهل الكتاب أحدٌ إلاَّ ليؤمننَّ بعيسى ﴿قبل موته﴾ إذا عاين المَلَك ولا ينفعه حينئذٍ إيمانه ولا يموت يهوديٌّ حتى يؤمن بعيسى ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا﴾ على أنْ قد بلَّغ الرِّسالة وأقرَّ بالعبوديَّة على نفسه
﴿فبظلم من الذين هادوا﴾ عاقب الله اليهود إلى ظلمهم وبغيهم بتحريم اشياء عليهم وهي ما ذُكر في قوله: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذي ظفر﴾ ثمَّ استثنى مؤمنيهم فقال:
قال تعالى ﴿وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾