Вади Натрун
وادي النطرون: ورهبانه وأديرته ومختصر تاريخ البطاركة
Жанры
واليك وصف الطريقة التي كان يستخرج بها النطرون في زمن الحملة الفرنسية كما جاء بمذكرة الجنرال اندريوسي “Andréossy”
في كتاب (وصف مصر - باب الحالة الحديثة) عن الاستكشافات التي قام بها هذا الجنرال في وادي النطرون من 23 الي 27 يناير سنة 1799م قال:
إن استغلال بحيرات وادي النطرون هو قسم من التزام الطرانة التي مركزها داخل في حدود مديرية الجيزة الجديدة. وإن هذا المركز يشمل ست قرى وهي «البريجات» و«كفر داود» و«الطرانة» و«الأخماس» و«الخطاطبة» و«أبو نشابة».
ويسد الفلاحون القاطنون بهذه القرى ما عليهم من الأموال الأميرية بنقلهم النطرون. وعندما يتعسر استخراجه بسبب وجود الأعراب أو لدواع أخرى يكلف الفلاحون بدفع إحدى عشرة بارة عن كل قنطار من النطرون الذي كان يجب عليهم نقله. ويباع قنطار النطرون بمبلغ يتراوح بين 70 و100 إلى 120 بارة ويدفع الشاري أجرة شحنه بالمراكب. ويقوم الملتزم بتوريد البارود والرش لحراسة القوافل. ويباشر نقل النطرون في الفترة مابين بذر المحاصيل وحصدها في الأراضي الزراعية.
ومستودع النطرون في الطرانة فيشحن منها في المراكب ثم يرسل إلى رشيد ودمياط ومنهما يوسق إلى سورية وأوربا أو يرسل إلى القاهرة فيباع فيها لتبييض الكتان ولصناعة الزجاج.
وتحتشد قوافله في الطرانة وتتألف كل قافلة عادة من 150 جملا ومن 500 إلى 600 حمار. وتسافر مع حرسها عند غروب الشمس وتصل في النهار فتكسر النطرون وتحمله وتعود عاجلا. وتقف القافلة في منتصف الطريق وتوقد النيران بروث حمير القافلة وجمالها التي مرت قبلها. وعدم وجود الوقود يكره القوافل التي تمر بالصحراء على التوالي أن تقف دائما في معسكرات القوافل التي سبقت. فيشرب الرجال وحداة الابل القهوة ويدخنون في الغلايين ويتزودون ببعض الأرغفة وذلك بحل شيء من الدقيق في وعاء من الخشب ويخبز العجين على النار. ويشكل قائد الحرس نقطا للخفارة اتقاء شر الأعراب. وبعد ذلك تسير القوافل في طريقها وترجع إلى الطرانة في صبيحة اليوم الثالث.
ويقدر ما تحمله القافلة الواحدة بستمائة قنطار من النطرون. وإن صعوبة التوغل في الوادي قد حالت دون تحين أية فرصة لمراقبة البحيرات بكيفية صيرت ادارتها تتمشى على غير النظام. وضفاف هذه البحيرات كما سبق القول مغطاة بأكوام من النطرون بلورية لاتمس مطلقا مع أنه في الاستطاعة الاستفادة منها كثيرا إذ توجد منه كميات هائلة. وفي أيامنا هذه لا تستغل سوى البحيرة رقم (4) فيدخل الرجال فى الماء وهم عراة الأجسام ويكسرون النطرون وينزعونه وذلك بواسطة آلات حديدية (كلابات) زنة الواحدة ستون رطلا تقريبا وتنتهي بطرف حاد. أما النطرون الذي على سطح الارض ويمكن رفعه بعناء أقل كثيرا منه في رفع النطرون الذي في الماء فلا يعيرونه التفاتا. ومن المناظر الغريبة أن يرى الانسان هؤلاء المصريين ذوي البشرة السوداء أو السمراء يخرجون وبشرتهم بيضاء من الملح الذي يعلق بها أثناء هذا العمل.
والاتجار بالنطرون له ارتباط أيضا بالتحليل وهذه عملية ليس للمصريين إلمام بها بالكلية. وكذلك له ارتباط بالصدق في المعاملة وهذا أمر لا يؤبه له كثيرا في بلد أرباح الصناعة فيه غنيمة لجشع الحكام. وكانوا يتركون النطرون مشوبا بالأملاح المختلفة والصودا وبالأخص ملح البحر لكي يزيد وزنه. غير أن مضاربة تجارية كهذه لا تروج ولا تثمر زمنا طويلا . وفعلا رأت مارسيليا أن استيراد الصودا من مصر فيه أضرار جمة وفضلت استيرادها من اليكانت “Alicante”
وخسرت مصر الاتجار به مع أوربا. ويشتغل ريجنولت “Regnault”
الفرنسي بمسألة ذات أهمية كبرى وهي عزل جميع ما في النطرون من الصودا حتى يقدم للتجار صافيا خالصا من كل شائبة. ويوجد ملح البحر في بعض أنواع النطرون بين طبقتين أفقيتين من الصودا بكيفية يستطاع معها فصل النطرون بعملية يديوية. ا.ه. (8) النطرون فى عهد محمد على
Неизвестная страница