23
أضف إلى ذلك أن نبوءات الآلهة لم يكن لها خطر عندهم ما لم توافق رغباتهم وتعبر عما يقصدون إليه من التفاؤل بما هم قادمون عليه من الأمور.
يؤيد ذلك أن أعرابيا اعتزم أن يثأر لأبيه ممن قتله، فأتى «ذا الخلصة»
24
وهو نصب مربع الشكل من الحجر الأبيض - ليستشيره فيما هو قادم عليه، وبدأ يقترع - على عادة العرب في ذلك - فرأى في السهم الأول أمرا بالمضي في طريقه، وفي الثاني نهيا عن ذلك، وفي الثالث أمرا بالانتظار والتريث؛ فلم ترضه هذه النتيجة وأعاد الكرة مرة بعد أخرى؛ فكانت النتيجة واحدة في المرات الثلاث، وثم غضب وألقى بالسهام في وجه الصنم وقال له: «مصصت بظر أمك! لو كان أبوك قتل ما عوقتني!».
25
كذلك كانوا يغضبون لأتفه الأسباب، وكلما تعارضت أوامرها مع رغباتهم، ولم تعبر عما يودون سماعه من الكلام، انهالوا عليها بالسباب والتحقير.
وأقبل رجل من بني ملكان
26
على «سعد» صنم قبيلته المعبود - وهو صنم في الصحراء - وكان مع الرجل إبله جاء بها ليقفها عليه يريد التبرك به، وبينما كانوا يريقون عليه دماء العثائر
Неизвестная страница