Добродетели сподвижников

Сауд бин Ид Аль-Саади d. 1439 AH
6

Добродетели сподвижников

زوائد الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة

Издатель

عمادة البحث العلمي

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Место издания

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Жанры

يبلغوا عنه، فقد قال لهم: (ليبلّغ الشاهد الغائب) (^١)، وقد وعوا ما حدثهم النبي ﷺ به، وفقهوه، وأحسنوا العمل به، وتعليمه، ونشره، وصبروا على ذلك كله، لما أراده الله بهم من الخير، وحباهم به من حسن الفهم، وجودة الإدراك، وقوة الحفظ، وعمق العلم، وشدة الرغبة في الخير. قال ابن القيم ﵀ (^٢): (كانوا أبرّ قلوبًا، وأعمق علمًا، وأقل تكلفًا، وأقرب إلى أن يوفقوا لما لم نوفق له نحن؛ لما خصهم الله -تعالى- به من توقد الأذهان، وفصاحة اللسان، وسعة العلم، وسهولة الأخذ، وحسن الإدراك، وسرعته ... وحسن القصد، وتقوى الرب -تعالى-؛ فالعربية طبيعتهم وسليقتهم، والمعاني الصحيحة مركوزة في فطرهم وعقولهم) ا هـ. وقد كانوا على مشرب واحد، وعقيدة واحدة، تقيّضوا منهج النبي ﷺ، واستنّوا بسنته، وتخلقوا بأخلاقه، وبلّغوا عنه ﷺ الدِّين الذي بعثه الله به، ونشروه في البلاد، ولم يكتموا منه شيئًا. ولهم في ذلك من السعي المشكور، والعمل المبرور ما كان من أسباب حفظ الدين وصيانته، وتبليغ الشرع وإذاعته، وردع الضّال وإهانته (^٣). والتأسي بهم، ولزوم طريقتهم لزوم للجماعة؛ لأنهم أساسها الذي تبنى

(^١) نصّ على تواتره جماعة من أهل العلم، انظر: نظم المتناثر للكتاني (ص ٤٣١) رقم/ ٤. وأوردت في الأصل عددًا كبيرًا من طرقه في الأحاديث/ ٢٠ - ٣١. (^٢) إعلام الموقعين (٤/ ١٤٨ - ١٤٩). (^٣) وانظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام (١/ ١٠).

1 / 9