Добродетели сподвижников
زوائد الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة
Издатель
عمادة البحث العلمي
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
Место издания
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Жанры
المملكة العربية السعودية
وزارة التعليم العالي
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
عِمادة البحث العلمي
رقم الإصدار (١٨٣)
سلسلة الكتب والبحوث المحكَّمة (٢٩)
زَوَائِدُ الأَحَادِيثِ الوَارِدَةِ في
فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ
رِضْوَانُ اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ جَمِيعًا
في كتاب: المطالب العالِية
للحافِظِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَجَرٍ العَسْقَلَانِيّ (ت ٨٥٢ هـ)
على الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة في الكتب التسعة ومسنديّ أبي بكر البزار
وأبي يَعلى الموصلي، والمعاجم الثلاثة لأبِي القاسم الطبراني والمستدرك عليها
جمع وَدِراسَة
تَأليفُ
أ. د سعود بن عيد بن عمير الصَّاعدي
عُضو هَيئَةِ التَّدريسِ بِالجَامِعَةِ الإسْلَاميَّةِ بِالمَدِينَةِ المنَوَّرَة
الطَّبعَة الأولى
١٤٣٦ - هـ / ٢٠١٥ م
1 / 1
مقدِّمة معالي مدير الجامعة الإسلاميَّة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
فإن العلم أشَرف ما رَغِب فيه الراغب، وأفضل ما طلب وجد فيه الطالب، وأنفع ما كسبه واقتناه الكاسب؛ لأن شرفه يثمر على صاحبه، وفضله يَنْمى عند طالبه، قال الله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: ٩] فمنع سبحانه المساواة بين العالم والجاهل لما قد خص به العالم من فضيلة العلم، ومن هنا رغب الشرع وأكد على أهمية طلبه، ومما يدل على فضل العلم أن الله أمر نبيه ﷺ أن يسأله مزيدًا من العلم فقال: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: ١١٤].
وقال ﷺ: "مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ يهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ" (^١)، وقال: "مَنْ يُرِدِ اللهُ يهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ" (^٢).
فالعلم من أعظم منن الله تعالى على عباده، ومن أعظم العبادات التي يتعبد العبدُ بها ربَّه ﵎، وهو من أعظم ما ينفق العبد فيها وقته.
ولذلك كان نشر العلم المستمد من الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح وبذله هو الهدف الأسمى لمؤسس هذه الدولة المباركة الملك عبد العزيز ﵀ ولأبنائه كذلك من بعده، ففي عهد خادم الحرمين الشريفين
_________
(^١) أخرجه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب: فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر (٤/ ٢٠٧٤) رقم (٢٦٩٩).
(^٢) أخرجه البخاري في العلم، باب: من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين (١/ ١٦٤) رقم (٧١)، ومسلم في الزكاة، باب: النهي عن المسألة (٢/ ٧١٨) رقم (١٠٣٧).
1 / 5
الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- شهد التعليم المزيد من المنجزات والقفزات العملاقة على امتداد الوطن بوصف التعليم ركيزة مهمة من الركائز التي تعتمد عليها الدولة في تحقيق التقدم ومواكبة التطورات العلمية في العالم، فازدهر التعليم العالي وارتقت الجامعات، وزادت أعدادها، ومن هذه الجامعات العملاقة، الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، فهي صرح شامخ، يضرف بأن يكون إحدى المؤسسات العلمية والثقافية والدعوية الرائدة، التي تعمل على هدي الشريعة الإسلامية السمحة، فقامت بتنفيذ السياسة التعليمية بتوفير التعليم الجامعي والدراسات العليا، والنهوض بالبحث العلمي والقيام بالتأليف والترجمة والنشر، وخدمة المجتمع في نطاق اختصاصها.
ومن هنا فعمادة البحث العلمي بالجامعة تهتم بالبحوث العلمية نضرًا وجمعًا وترجمةً وتحكيمًا داخل الجامعة وخارجها؛ من أجل النهوض بالبحث العلمي، والتشجيع والحث على التأليف والنَّشر، ومن ذلك: [زوائد الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة ...] تأليف: أ. د/ سعود بن عيد الصاعدي.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
مدير الجامعة الإسلاميَّة
أ. د/ عبد الرحمن بن عبد الله السند
1 / 6
المقدَّمَة
إن الحمد لله، نستعينه، ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، من يهد الله فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢)﴾ آل عمران، ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (١)﴾ النساء، ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (٧١)﴾ الأحزاب (^١).
أما بعد؛ فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهُدى هدى محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة (^٢).
فإن الله -جل ثناؤه- قد بعث محمدًا ﷺ بالتوحيد رحمة للعالمين، هاديًا ومبشرًا، وداعيًا ونذيرًا، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن
_________
(^١) هذه خطبة الحاجة التي كان النبي ﷺ يعلمها أصحابه. رواها جماعة، ومنهم: أبو داود في سننه (كتاب: النكاح، باب: في خطبة النكاح (٢/ ٢٠٣ ورقمه / ٢١٢٠. وانظر في ألفاظها، وطرقها: خطبة الحاجة للألباني.
(^٢) هذا لفظٌ كان النبي ﷺ يقوله في خطبته عقب حمد الله، والثناء عليه. رواه مسلم في (كتاب: الجمعة، باب: تخفيف الصلاة والخطبة (٢/ ٥٩٢ ورقمه/ ٨٦٧.
1 / 7
عصاه دخل النار. قال -تعالى-: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٤٥) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (٤٦) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (٤٧) وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (٤٨)﴾ [سورة الأحزاب].
ولم يمت ﷺ ويختر الرفيق الأعلى إلا بعد أن بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، قال الله -تعالى-: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ (^١)، ولم يترك خيرًا إلا وقد دلَّ الأمة عليه، ولا شرًّا إلا وقد حذّر الأمة منه؛ فقد روى مسلم (^٢) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ﵄ قال: اجتمعنا إلى رسول الله ﷺ فقال: (إنه لم يكن نبى قبلي إلّا كان حقًا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم)، وروى -أيضًا- (^٣) من حديث عبد الرحمن بن يزيد أنه قيل لسلمان: قد علمكم نبيكم ﷺ كل شيء، حتى الخراءة؟ قال: أجل.
وتواتر عنه ﷺ أمره أصحابه ﵃ أن
_________
(^١) من الآية: (٣) من سورة المائدة.
(^٢) (٣/ ١٤٧٢) ورقمه/ ١٨٤٤.
(^٣) (١/ ٢٢٣) ورقمه/ ٢٦٢.
1 / 8
يبلغوا عنه، فقد قال لهم: (ليبلّغ الشاهد الغائب) (^١)، وقد وعوا ما حدثهم النبي ﷺ به، وفقهوه، وأحسنوا العمل به، وتعليمه، ونشره، وصبروا على ذلك كله، لما أراده الله بهم من الخير، وحباهم به من حسن الفهم، وجودة الإدراك، وقوة الحفظ، وعمق العلم، وشدة الرغبة في الخير. قال ابن القيم ﵀ (^٢): (كانوا أبرّ قلوبًا، وأعمق علمًا، وأقل تكلفًا، وأقرب إلى أن يوفقوا لما لم نوفق له نحن؛ لما خصهم الله -تعالى- به من توقد الأذهان، وفصاحة اللسان، وسعة العلم، وسهولة الأخذ، وحسن الإدراك، وسرعته ... وحسن القصد، وتقوى الرب -تعالى-؛ فالعربية طبيعتهم وسليقتهم، والمعاني الصحيحة مركوزة في فطرهم وعقولهم) ا هـ.
وقد كانوا على مشرب واحد، وعقيدة واحدة، تقيّضوا منهج النبي ﷺ، واستنّوا بسنته، وتخلقوا بأخلاقه، وبلّغوا عنه ﷺ الدِّين الذي بعثه الله به، ونشروه في البلاد، ولم يكتموا منه شيئًا. ولهم في ذلك من السعي المشكور، والعمل المبرور ما كان من أسباب حفظ الدين وصيانته، وتبليغ الشرع وإذاعته، وردع الضّال وإهانته (^٣).
والتأسي بهم، ولزوم طريقتهم لزوم للجماعة؛ لأنهم أساسها الذي تبنى
_________
(^١) نصّ على تواتره جماعة من أهل العلم، انظر: نظم المتناثر للكتاني (ص ٤٣١) رقم/ ٤.
وأوردت في الأصل عددًا كبيرًا من طرقه في الأحاديث/ ٢٠ - ٣١.
(^٢) إعلام الموقعين (٤/ ١٤٨ - ١٤٩).
(^٣) وانظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام (١/ ١٠).
1 / 9
عليه، ومنارها الذي يُقتدى به، ومن لم يأخذ عنهم فقد ضل وابتدع، والضلالة وأهلها في النار (^١).
وعلى منوالهم سار أهل الحديث، يسعون في طلبه، ويسهرون على كتبه وحفظه، ويجاهدون في تبليغه ونشره، حتى قال الإمام الشافعي ﵀: (إذا رأيتُ رجلًا من أصحاب الحديث فكأني رأيت النبي ﷺ حيًّا) ا هـ. وقال -مرَّة-: (إذا رأيتُ رجلًا من أهل الحديث فكأني رأيت رجلًا من أصحاب النبي ﷺ) ا هـ. وإنما قال هذا لأنهم متبعون آثار النبي ﷺ، مقتدون به، وفي مقام أصحابه ﵃ من تبليغ حديثه إلى الأمة، ونشره فيها (^٢).
وحبُّ النبيّ ﷺ، وأصحابه ﵃ دين واجب، وشريعة لازمة، تُرفع به الدرجات، وتُمحى به السيئات، ويُردّ به على من غرق في لجُج الظلمات، والأمور المبتدعات، فأبغضهم وآذاهم، وبغير الحق وصفهم ونعتهم، وبميزان الهوى والجور وزنهم وقدّرهم.
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ﵀ (^٣) في جواب لمن سأله عن عقيدته: (وأؤمن بأن نبينا محمدًا ﷺ خاتم النبيين والمرسلين، ولا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته، ويشهد بنبوته. وأن أفضل أمته: أبو بكر الصديق، ثم عمر الفاروق، ثم عثمان ذو النورين،
_________
(^١) انظر: شرح السنة للبربهاري (ص ٦٧١).
(^٢) انظر: شرف أصحاب الحديث (ص ٤٦١)، ومجموع فتاوى شيخ الإسلام (١/ ١١).
(^٣) كما في: الدرر السنية (١/ ٢٨ - ٣٠).
1 / 10
ثم علي المرتضى، ثم بقية العشرة، ثم أهل بدر، ثم أهل الشجرة أهل بيعة الرضوان، ثم سائر الصحابة ﵃. وأتولى أصحاب رسول الله ﷺ، وأذكر محاسنهم، وأترضى عنهم، وأستغفر لهم، وأكف عن مساوئهم، وأسكت عما شجر بينهم، وأعتقد فضلهم؛ عملًا بقوله -تعالى-: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ (^١)، وأترضى عن أمهات المؤمنين المطهرات من كل سوء) ا هـ.
ومن أبغض الصحابة ﵃ فهو من أهل الأهواء، الذين قدموا هوى النفوس على محبة الله، ومحبة رسوله ﷺ. والله -جل ثناؤه-، ورسوله ﷺ أحبوا الصحابة، ورضوا عنهم. ومن أحب الله، ورسوله ﷺ محبة صادقة من قلبه أوجب له ذلك أن يحب بقلبه ما يحبه الله، ورسوله ﷺ، ويكره ما يكرهه الله ورسوله ﷺ، ويرضي ما يرضي الله ورسوله ﷺ، ويسخط ما يسخط الله ورسوله ﷺ، وأن يعمل بجوارحه بمقتضى هذا الحب (^٢).
والمبغض فِعله ردٌّ على الله -سبحانه- في كتابه، وعلى رسوله ﷺ في سنته من الرضا عن الصحابة، وإثبات عدالتهم، وقوة
_________
(^١) الآية: (١٠)، من سورة الحشر.
(^٢) انظر: جامع العلوم والحكم (ص / ٣٨٩).
1 / 11
إيمانهم، وحُسن جهادهم، وعلو مكانتهم، وأنهم من أهل الجنان، والرياض الحسان، رحمةٌ للأبرار، وغيضٌ على الكفار، لا يجوز سبهم، ولا التنقّص منهم، لهم الأوصاف العالية، والمآثر الغالية ... قال البربهاري ﵀ (^١): (واعلم أن الأهواء كلها رديئة، تدعو كلها إلى السيف (^٢). وأردؤها، وأكفرها: الروافض، والمعتزلة، والجهمية، فإنهم يردون الناس على التعطيل، والزندقة. واعلم أن من تناول أحدًا من أصحاب محمد ﷺ فاعلم أنه إنما أراد محمدًا ﷺ، وآذاه في قبره. وإذا ظهر لك من إنسان شيء من البدع فاحذره، فإن الذي أخفى عنك أكثر مما أظهر) اهـ.
وكنتُ -ولله الحمد- قد جمعت ودرست ما ورد في الكتب التسعة، ومسندي أبي بكر البزار، وأبي يعلى الموصلي، والمعاجم الثلاثة لأبي القاسم الطبراني من الأحاديث الواردة في سنة النبي ﷺ في فضائلهم العالية، ومناقبهم السامية في بحث مقدم لنيل الشهادة العالمية العالية الدكتوراه من قسم فقه السنة ومصادرها في كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وهو الآن تحت الطباعة في عمادة البحث العلمي فيها للمرة الثانية، وسوف يصدر قريبًا -إن شاء الله تعالى- في اثني عشر مجلدًا، اشتملت على (٢٠٢٢) ألفين واثنين
_________
(^١) شرح السنة للبربهاري (ص / ١٢٣).
(^٢) يعني: إلى حمله على الأمة؛ استباحةً لدمائها، وأعراضها، وأموالها.
1 / 12
وعشرين حديثًا في فضائل الصحابة -من غير عدّ المكرر، والطرق، والشواهد، وهي كثيرة جدًّا، ولو عددتها لبلغ عددها أضعاف العدد المرقوم-.
وحيث إني -ولله الحمد- لم أنقطع عن خدمة هذا الموضوع الجليل، والباب النبيل استدكتُ على البحث المذكور من خلال المطالعة، والبحث ما فاتني من الأحاديث، وبلغت إلى حين وقت الكتابة (٥١) واحدًا وخمسين حديثًا، درستها وخرّجتها، وسوف أنشرها في الوقت المناسب -إن شاء الله تعالى-.
واستقرأتُ عددًا من المصنفات في الحديث والتأريخ، وجمعت منها عددًا كثيرًا في موضوعه، ومن ذلك أني قد سبرت واستقرأت المجلدات الغالية، الموسومة: بالمطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت / ٨٥٢ هـ)، فوقفت فيها على (٤٠) أربعين حديثًا من الزوائد على الأصل، والمستدرك عليه، فأفردتها في هذا البحث، ورتبتها، ودرستها على ضوء الخطة والمنهج العامّين للأصل؛ لما في ذلك من التشاكل والاتحاد، ودفع الاختلاف والتضاد.
والحافظ ابن حجر ﵀ جمع في كتابه الحافل: زوائد ثمانية مسانيد عالية، وقعت له كاملة على الكتب الستة ومسند الإمام أحمد، وهي مسانيد: أبي داود الطيالسي (ت / ٢٠٤ هـ)، وعبد الله بن الزبير الحميدي (ت / ٢١٩ هـ)، ومسدد بن مسرهد (ت / ٢٢٨ هـ)، وأبي بكر بن أبي شيبة (ت / ٢٣٥ هـ)، وابن أبي عمر محمد بن يحيى (ت / ٢٤٣ هـ)، وأحمد بن منيع
1 / 13
(ت / ٢٤٤ هـ)، وعبد بن حميد (ت / ٢٤٩ هـ)، والحارث بن أبي أسامة (ت / ٢٨٢ هـ).
ووقع له قدر النصف من مسند إسحاق بن راهويه (ت / ٢٣٨ هـ) (^١)، فتتبع ما فيه، فصارت جملة العدد: تسعة، مع نقص قدر النصف من مسند إسحاق، ورتب ما جمعه على أبواب الأحكام الفقهية، وشرطه فيه وضحه بقوله: (ذِكر كل حديث ورد عن صحابي لم يخرجه الأصول السبعة من حديثه، ولو أخرجوه أو بعضهم من حديث غيره، مع التنبيه عليه أحيانًا) (^٢) ا هـ. وهو شرطي -كذلك- في هذا البحث.
والمسانيد المذكورة هي اليوم عندنا على خمسة أقسام:
الأول: ما وصل إلينا كاملًا، وهما مسندا: أبي داود الطيالسي، والحميدي.
وافاني: ما وصل إلينا بعض منه، وهما مسندا: أبي بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن راهويه.
والثالث: ما وصلت إلينا زوائده، وبعض أوراق منه (^٣)، وهو مسند: الحارث ابن أبي أسامة. فقد جمع الهيثمي زوائده على الكتب الستة في بغية الباحث، وجمع الحافظ زوائده على الكتب المذكورة ومسند الإمام أحمد في
_________
(^١) انظر: طبعات هذه المسانيد في فهرس المصادر.
(^٢) أنظر: مقدمة المطالب (١/ ٣٠٧ - ٣٠٨).
(^٣) انظر: مقدمة محقق البغية (٧١١).
1 / 14
المطالب العالية.
والرابع: ما وصل إلينا منتخب منه، وهو مسند: عبد بن حميد.
والأخير: ما لم يصل إلينا -فيما أعلم-، وهي مسانيد: مسدد، وابن أبي عمر، وأحمد بن منيع.
1 / 15
خطة البحث
بعد استقراء كتاب المطالب العالية، وجمع أحاديث البحث منه، وتأمّلها بنَيتُ خطته معتمدًا على البناء العام لخطة الأصل، كما يلي:
كتبت البحث في مقدمة -بيّنت فيها خطته، ومنهجه-، وأربعة فصول، وخاتمة، وفهارس.
فأما الفصل الأول: فذكرت فيه ما ورد في فضل مَن آمن برسول الله ﷺ، وصحبه ﵃.
وأما الفصل الثاني: فذكرت فيه الأحاديث الواردة في فضائلهم حسب القبائل، والطوائف، وفيه خمسة مباحث:
المبحث الأول: ما ورد في فضائل قرابته ﷺ، وأهل بيته.
المبحث الثاني: ما ورد في فضائل المهاجرين والأنصار، جميعًا.
المبحث الثالث: ما ورد في فضائل الأنصار -ولم يشركهم فيها أحد-، وفيه مطلبان:
المطلب الأول: ما ورد في فضائلهم على وجه العموم.
المطلب الثاني: ما ورد في أيِّ دورهم خير.
المبحث الرابع: ما ورد في فضائل بكر بن وائل.
المبحث الخامس: ما ورد في فضائل مُزينة.
وأما الفصل الثالث: فذكرت فيه الأحاديث الواردة في فضائل
1 / 16
الصحابة من الرجال، وفيه مبحثان:
المبحث الأول: ما ورد في ما اشترك فيه جماعة منهم، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: ما ورد في فضائل الخلفاء الأربعة الراشدين، وغيرهم.
المطلب الثاني: ما ورد في فضائل أبي بكر، وعمر، وغيرهما.
المطلب الثالث: ما ورد في فضائل الحسنين.
المبحث الثاني: ما ورد في تفصيل فضائلهم على الانفراد، وفيه مطلبان:
المطلب الأول: من عرفوا بأعيانهم، وفيه واحد وعشرون قسمًا:
القسم الأول: ما ورد في فضائل أبي بكر الصديق ﵁.
القسم الثاني: ما ورد في فضائل عمر بن الخطاب ﵁.
القسم الثالث: ما ورد في فضائل عثمان بن عفان ﵁.
القسم الرابع: ما ورد في فضائل عليّ بن أبي طالب ﵁.
القسم الخامس: ما ورد في فضائل سعد بن أبي وقاص ﵁.
القسم السادس: ما ورد في فضائل عبد الرحمن بن عوف ﵁.
القسم السابع: ما ورد في فضائل جعفر بن أبي طالب ﵁.
القسم الثامن: ما ورد في فضائل جندب بن جنادة أبي ذر الغفاري ﵁.
القسم التاسع: ما ورد في فضائل حذيفة بن اليمان ﵁.
1 / 17
القسم العاشر: ما ورد في فضائل الحسن بن علي ﵄.
القسم الحادي عشر: ما ورد في فضائل الحسين بن علي ﵄.
القسم الثاني عشر: ما ورد في فضائل خزيمة بن ثابت ﵁.
القسم الثالث عشر: ما ورد في فضائل سلمان الفارسي ﵁.
القسم الرابع عشر: ما ورد في فضائل عبد الله بن الأرقم ﵁.
القسم الخامس عشر: ما ورد في فضائل عبد الله بن سلام الإسرائيلي ﵁.
القسم السادس عشر: ما ورد في فضائل عبد الله بن قيس الأنصاري ﵁.
القسم السابع عشر: ما ورد في فضائل عبد الله بن مسعود ﵁.
القسم الثامن عشر: ما ورد في فضائل عمرو بن العاص السهمي ﵁.
القسم التاسع عشر: ما ورد في فضائل عويمر بن قيس أبي الدرداء الأنصاري ﵁.
القسم العشرون: ما ورد في فضائل معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب ﵄.
القسم الحادي والعشرون: ما ورد في فضائل النابغة الجعدي -رضى الله عنه-.
1 / 18
المطلب الثاني: من لم يُسَم (المبهمون)، وفيه فرعان:
- الفرع الأول: من نسبوا إلى بعض البلاد أو الصفات، وفيه قسمان:
القسم الأول (وهو القسم الثاني والعشرون): ما ورد في فضائل شاب من أهل اليمن ﵁.
القسم الثاني (وهو القسم الثالث والعشرون): ما ورد في فضائل رجل كان مقعدًا ﵁، كان في زمن النبي ﷺ.
- الفرع الثاني: من لم ينسبوا.
وأما الفصل الرابع: فذكرت فيه الأحاديث الواردة في فضائل الصحابيات، وفيه مبحثان:
المبحث الأول: ما ورد في ما اشترك فيه جماعة منهن، وفيه:
ما ورد في فضائل خديجة، وفاطمة جميعًا ﵄.
المبحث الثاني: ما ورد في تفصيل فضائل الصحابيات على الانفراد، وتحته قسمان:
القسم الأول: ما ورد في فضائل عائشة بنت أبي بكر الصديق ﵄.
القسم الثاني: ما ورد في فضائل فاطمة الزهراء ﵂ بنت رسول الله ﷺ.
ثم ذكرت خاتمة البحث.
ثم الفهارس العلمية، وهي على هذا النحو:
١ - فهرس الآيات القرآنية.
1 / 19
٢ - فهرس الأحاديث النبوية.
٣ - فهرس الأشعار.
٤ - فهرس الألفاظ الغريبة المفسرة.
٥ - فهرس الأعلام.
٦ - فهرس القبائل والطوائف.
٧ - فهرس المصادر والمراجع.
٨ - فهرس الموضوعات.
1 / 20
منهج كتابة البحث
سرتُ في جمع ودراسة أحاديث البحث على منهج الأصل، وقد قلت (^١) فيه:
(سرت في إعداد البحث بعد التوكل على الله ﵎ والاعتماد عليه وحده لا شريك له على المنهج التالي:
* أولًا: نطاق مصدر الأحاديث الواردة في البحث
١ - أساس مصدر أحاديث البحث: المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية للحافظ ابن حجر العسقلاني ﵀، معتمدًا الطبعة التي بضبط: أيمن أبو يماني، وأشرف صلاح، ونشر: مؤسسة قرطبة، والمكتبة المكية، الطبعة الأولى، سنة / ١٤١٨ هـ.
٢ - جمعت زوائد الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة ﵃ من مصدر أحاديث البحث- من المظان، وغيرها- عن طريق السبر، والاستقراء.
٣ - جمعت ما وقفت عليه من طرق الأحاديث -المشار إليها-، وزيادات متونها، وشواهدها من سائر كتب السنة.
* ثانيًا: تراجم الرواة
١ - ترجمت للرواة المختلف فيهم، أو الضعفاء -على اختلاف
_________
(^١) الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة (١/ ٣٦ - ٤٥)، مع التنبيه على ما يلزم.
1 / 21
مراتبهم- فقط، من الكتب الأصيلة في التأريخ، والجرح والتعديل.
٢ - اخترت في مراتبهم ما يناسب أحوالهم جرحًا، أو تعديلًا بناءً على ما يقتضيه النظر في ما سار عليه جمهور أهل الحديث في قواعد الجرح والتعديل، وضوابطهما، مع الاستئناس بأحكام الحافظَيْن: الذهبي، وابن حجر، في كتبهما.
٣ - ترجمت لهم في أول موضع وردوا فيه، وإذا تكرر أحدهم مع الأصل فإني أذكر مرتبته، ولا أحيل على مكان ترجمته -اكتفاءً بفهرس أعلام الأصل؛ خشية التطويل-.
٤ - سميت من اتفقت مصادر الحديث على ذكره منهم بكنيته، أو لقبه، ونسبت من وقع احمه مهملًا، جاعلًا ذلك بين قوسين.
* ثالثًا: التخريج، والحكم على الأحاديث
١ - بدأت في تخريجها بالطريق الذي أورده الحافظ، ثم ذكرت ما وقفت عليه من طرقها، وشواهدها، مع الكلام عليها.
٢ - نبهت على اختلاف الألفاظ إذا كان هناك اختلاف، أو تعدد في الألفاظ بين ما أورده الحافظ ابن حجر وما هو مثبت في مصادر أحاديث كتابه، أو الكتب التي انتخب أصحابها منها، أو جمعوا فيها زوائدها على الكتب الستة.
٣ - نقلت في التخريج ما وقفت عليه من أقوال النقاد، وأحكامهم على الأحاديث، أو بعض طرقها وأسانيدها.
1 / 22
٤ - ذكرت ما ترجح لدي في الحكم على أسانيد الأحاديث ومتونها؛ بناء على ما يقتضيه النظر في ما سار عليه جمهور أهل الحديث، واختاروه من القواعد، والضوابط.
* رابعًا: عزو المادّة العلمية
أ- عزوت إلى الكتب التسعة، ونحوها من المصنفات الحديثية المشهورة بذكر أحماء أصحابها، لشهرة نسبتها إليهم، ومعرفة أهل العلم لها.
٢ - عزوت إلى سائر مصادر، ومراجع البحث بذكر أرقام: الأجزاء، والصحائف، وهذا إذا كان الكتاب متعدد الأجزاء، وإلّا فإني أعزو إلى أرقام الصحائف فحسب، وإذا رُقِمت نصوص أي منها سواء أكانت أحاديث أم تراجم أم نصوص فإني أذكر أرقامها.
٣ - عزوت الآيات الواردة في ثنايا البحث إلى مواضعها في القرآن الكريم، بذكر رقمها، واسم سورتها.
٤ - اختصرت أسماء بعض المصنفات المتداولة، المشهورة عند أهل العلم، أو ذكرتها باسم شهرتها من حيث موضوعها مع نسبتها لمصنفها اختصارًا، وذِكرًا لا يوقع القارئ في التباسها بغيرها -إن شاء الله تعالى- ... ومن ذلك: تفسير الطبري (واسمه: جامع البيان عن تأويل آي القرآن)، والفتح (أقصد به: فتح الباري للحافظ ابن حجر)، ونحو ذلك.
وإذا أشكل شيء من ذلك على القارئ الكريم فليعد إلى فهرس المصادر، والمراجع؛ فإنه سيجد -إن شاء الله- ما يعالج ما استشكله.
1 / 23