ومن زعم أن الإمارة والإمامة ليس (¬1) بفريضة (¬2) ، ومن جوز تحكيم الحكمين، والرضا بالقضية والموادعة، وترك قتال البغاة دون الفيء إلى أمر الله، والله أعلم، ورد كتاب الله وسنة نبيه إيثارا للدنيا والركون إليها، واستخفافا لأمر (¬3) الله، وحبا للراحة، والجبن عن (¬4) قتال عدو الله لما ثقل عليهم الأمر، وعظمت المحنة، وقامت الحرب على ساقها { ليمحص الله الذين آمنوا، ويمحق الكافرين } (¬5) ليعلم المخلص من الكافر ويخرج أضغانهم ويميز الخبيث من الطيب، كما قال: نعوذ بالله من مضلات الفتن.
وعقد الإمامة فريضة عندنا بفرض الله الأمر والنهي، والقيام بالعدل وأخذ الحقوق من مواضعها ووضعها في أهلها الذين أمر الله بهم. وقال الله عز وجل: { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم- الآية } (¬6) { واعلموا أن ما غنمتم فإن لله خمسه وللرسول - الآية (¬7) } وما بين في غير هذا من الآي. وقال: { وأن تقوموا لليتامى بالقسط } (¬8) . وأن تحكموا بالعدل بين الناس.
¬__________
(¬1) 23) ب، م: ليستا.
(¬2) 24) ب: بمفروضة.
(¬3) 25) ج: بأمر.
(¬4) 26) ب: من.
(¬5) 27) سورة آل عمران: 141. وأصل الآية «وليمحص...».
(¬6) 28) سورة التوبة: 103.
(¬7) 29) سورة الأنفال: 41.
(¬8) 30) سورة النساء: 127.
Страница 107