قلت بسرعة: أبدا أبدا.
ثم رحت أقول ببطء شديد: أبدا ... أبدا!
ولكني كنت أقولها وأنا سرحان تماما!
لقد كان في عقلها حلم بدوي لحمي حمراوي طردته.
ولكن ...
هذا السيجار ...
كلما رأيتها من «الفاس» أو «البروفيل» نفس الملامح الدقيقة؛ النمش البني فوق الأرضية المحمرة، الشعر المتوهج بالاحمرار، كل شيء كما كان، ولكن السيجار - ذلك السيجار اللعين - قد غير بوجوده، بمجرد وجوده، معنى كل شيء، طعم كل شيء. تطبق بفمها على فم السيجار، فينبت لها شارب !
والرائحة التي تعبق المكان تحيل ملكة بافاريا إلى كائن آخر، أي كائن غير المرأة!
قالت: أعرف أن كثيرا من الرجال، لا يعجبهم أن تدخن المرأة السيجار مثلهم، أرجو أن تكون من المؤمنين بالمساواة، أليس كذلك؟!
هززت رأسي موافقا، وعن يقين موافق؛ فالسيجار في الحقيقة قد ساوى بيننا، بين ملكتي البافارية، وبين الرجل، أي رجل؛ أنا مثلا!
Неизвестная страница