166

unavailable

كشف شبهات الصوفية

Издатель

مكتبة دار العلوم

Место издания

البحيرة (مصر)

Жанры

وأحرص على الدين من رسول الله ﵌ وأصحابه؟ وخير الهدي هدي محمد ﵌.
الشبهة الثالثة: قول بعضهم إن الاحتفال بالمولد من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي ﵌ وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف.
* الرد:
١ - ما الدليل على أن الاحتفال بالمولد من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها؟ وما هو مقدار هذا الثواب؟ وهل نحن أحرص من الصحابة والتابعين على هذا الثواب؟ وهل نحن أكثر تعظيمًا لقدر النبي ﵌ منهم؟ فهم لم يحتفلوا، ولو كان خيرًا لسبقونا إليه.
٢ - تعظيم قدر النبي ﵌ يكون باتباع هديه وليس باختراع عبادات لم يشرعها؛ فإن ذلك فيه اتهام له بأنه قصَّر في تبليغ الرسالة أو أن الرسالة لم تكتمل، وإذا كان الصحابة لم يفعلوا المولد فهل معنى ذلك أنهم كانوا لا يعظمون قدر النبي ﵌؟!!
٣ - قال ابن الحاج: توفي النبي ﵌ يوم الاثنين ١٢ربيع الأول سنة ١١هجرية في نفس الشهر الذي ولد فيه فكيف يحتفلون ويأكلون ويشربون، ولا يبكون ولا يحزنون من أجل فَقْد النبي ﵌ في ذلك اليوم، مع أنهم لو فعلوا ذلك والتزموه لكان بدعة أيضًا، وإن كان الحزن عليه ﵌ واجبًا على كل مسلم دائمًا لكن لا يكون على سبيل الاجتماع لذلك. (المدخل لابن الحاج) (ج٢ ص ١٦ - ١٧) بتصرف.
الشبهة الرابعة: ما قيل من أن النبي ﵌ أشار إلى فضيلة هذا الشهر العظيم بقوله للسائل الذي سأله عن صوم يوم الاثنين: «ذاك يوم وُلِدتُ فيه» (رواه مسلم)، فتشريف هذا اليوم متضمن تشريف هذا الشهر الذي ولد فيه، ألا ترى أن صوم هذا اليوم فيه فضل عظيم؛ لأنه ﵌ ولد فيه؟
* الرد: صوم النبي ﵌ يوم الاثنين ليس دليلًا على بدعة الاحتفال بالمولد فقد سُئِل عن صوم يوم الاثنين؟ فقال: «ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بُعِثْتُ، أو أُنزِلَ عليَّ فيه» (رواه مسلم)، فقد كان ﵌ يصوم ذلك اليوم من كل أسبوع وعلى طول الشهر، وعلى مدى العام كله، ولم يكن ذلك مرة واحدة في العام، فأين هذا مما يفعله المسلمون اليوم؟ ولو كان احتفالًا كما يزعم الزاعمون لاختلفت الكيفية، كأن يجتمع الصحابة مع

1 / 193