9
ذات الغدائر الفاتنة، لعواطفها، واضطجعت مع أياسيون
Iasion ،
10
في الأرض المحروثة ثلاث مرات، لم يمض وقت طويل حتى علم زوس بذلك، فضربه بصاعقته اللامعة وقتله. وهنا أنتم الآن، أيها الآلهة، من جديد تحقدون علي؛ لبقاء رجل من البشر في جزيرتي. لقد أنقذته عندما جرف من السفينة؛ إذ ضرب زوس سفينته السريعة بصاعقته المتألقة، فحطمها وسط ظلمة البحر القاتم كالخمر. هناك باد جميع زملائه العظام، أما هو فقد حملته الرياح والأمواج وجاءت به إلى هنا، فرحبت بمقدمه، وقدمت له الطعام، وقلت له إنني سأجعله خالدا، لا يعرف الشيخوخة طوال جميع أيامه. غير أنه طالما لا يستطيع قط أي إله أن يعصي أوامر زوس، الذي يحمل الترس، أو يخيب رجاءه، فلينصرف هذا الرجل في سبيله عبر البحر الصاخب، إذا كان زوس قد أمر بذلك، ولكني لست أنا، التي تقوم بحراسته؛ إذ لا أملك سفنا ذات مجاذيف، ولا رجالا يرسلونه في طريقه عبر ظهر البحر الفسيح. بيد أنني بنية خالصة، سأقدم له المشورة، ولن أخفي عنه شيئا، حتى يمكنه أن يعود إلى وطنه بسلام.»
عندئذ رد عليها الرسول، أرجايفونتيس، من جديد، بقوله: «إذن، فلترسليه الآن فورا، ولتحذري غضب زوس، لئلا يستشيط غيظا، وينفذ غضبه فيك فيما بعد.»
إفراج كالوبسو عن أوديسيوس
ما إن قال أجايفونتيس القوي هذا الكلام، حتى انصرف، فانطلقت الحورية الجليلة إلى أوديسيوس العظيم القلب، بعد أن علمت برسالة زوس، فوجدت أوديسيوس
11
جالسا على الشاطئ، يذرف الدموع من عينيه بلا انقطاع، وقد أخذت حياته الحلوة تذوي؛ إذ كان يتحرق شوقا للرجوع إلى وطنه؛ لأن الحورية ، لم تكن بأية حال موضع غبطة ناظريه. وكان عليه أن ينام بالليل إلى جوار الحورية الراغبة في الكهوف الفسيحة، رغما منه وضد إرادته، أما بالنهار فكان يجلس فوق الصخور والرمال، معذبا نفسه بالعبرات والأنين والهموم، وكان يتطلع إلى البحر الصاخب، ويتحسر
Неизвестная страница