125

Одиссея

الأوديسة

Жанры

فأجاب مينيلاوس، الجميل الشعر، بقوله: «حقا يا صديقي، لقد نطقت بكل ما يمكن الرجل العاقل أن يقول أو يفعل، وتكلمت بكلام من يكبرك سنا؛ لأنك نشأت من مثل ذلك الأب؛ ولذلك أراك تتكلم بحكمة، فما أسهل علينا أن نعرف نسل ذلك الرجل الذي يغزل له ابن كرونوس خيط الحظ السعيد عند الزواج وعند الميلاد! فهكذا قدر على نسطور في سائر أيام حياته وإلى الأبد، أن يصل هو نفسه إلى شيخوخة موفورة الصحة في ساحاته، وأن يصبح أبناؤه، حكماء وذوي جرأة في استخدام الرمح. والآن، هلم بنا نكف عن البكاء الذي لم يبدأ سوى الآن، وهيا بنا نعود ثانية فنفكر في عشائنا، وندعهم يصبون الماء على أيدينا، حتى إذا ما أصبح الصباح، أخذت أقص على تيليماخوس كثيرا من القصص، كما أنه سيروي لي ما فيه الكفاية.»

ما إن انتهى مينيلاوس من حديثه هذا، حتى تقدم أسفاليون

Asphalion ، وصب الماء على أيديهم، وهو خادم نشيط من خدم مينيلاوس المجيد. وبعد ذلك مدوا أيديهم يتناولون الطعام الشهي الموضوع أمامهم.

هيلينا تعدد مناقب أوديسيوس

عقب هذا، عمدت هيلينا ابنة زوس، إلى وسيلة أخرى؛ فقد قامت في الحال ووضعت عقارا في الخمر التي كانوا يشربونها، ليهدئ أعصابهم من كل ألم وتعب، ويجعلهم ينسون جميع أحزانهم. وبعد أن يمزج هذا في الطاس، فإن كل من يشربه إلى جوفه، لن يذرف دمعة قط على خديه طول ذلك اليوم. كلا لن يبكي حتى ولو مات أبوه وأمه، أو حتى إذا قتل الناس شقيقه أو ابنه العزيز بالسيف البتار أمام عينيه؛ فمثل هذه العقاقير الخادعة، كانت في حوزة ابنة زوس، العقاقير الشافية التي أعطتها إياها بولودامنا

، زوجة ثون

Thon ، وهي سيدة مصرية؛ إذ إن أرض مصر، واهبة الحب، تنبت أعظم كمية من العقاقير، إذا مزج الكثير منها كان شافيا، كما أن الكثير منها ضار، وكل رجل في مصر طبيب، حكيم يفوق سائر الجنس البشري؛ لأنهم من جنس بايون

. والآن، بعد أن وضعت العقار أصدرت أمرها بصب الخمر في الأقداح، وتكلمت ثانية، فقالت: «أي مينيلاوس يا ابن أتريوس، يا سليل زوس، وأنتم أيها الحاضرون هنا، يا أبناء النبلاء إن زوس يهب الخير والشر، تارة لهذا وطورا لذاك؛ لأنه يستطيع أن يفعل كل شيء. اجلسوا الآن في هذه الساحات، وأولموا، وتمتعوا برواية القصص؛ فإنني سأقص على مسامعكم ما يناسب المقام. ليس في مقدوري أن أحكي أو أروي كل شيء، جميع أعمال أوديسيوس، ذي القلب الجريء الراسخ، ولكن ما فعله ذلك الرجل العتيد وقاساه في أرض الطرواديين، حيث عانيتم، أنتم أيها الآخيون، الأهوال! فشوه جسمه بكدمات وحشية، وألقى حول كتفيه عباءة بالية، وعلى هذه الصورة دخل مدينة الأعداء الفسيحة الطرقات في هيئة عبد، ثم تنكر في صورة شخص آخر، شحاذ، ولم يكن هو بمثل تلك الصورة في سفن الآخيين. في مثل هذه الهيئة دخل مدينة الطرواديين، ولم يكونوا جميعا سوى أطفال. وكنت أنا الوحيدة، التي عرفته في ذلك التنكر، وسألته الخبر، بيد أنه حاول أن يتحاشاني بدهائه. ومع ذلك كنت أغسل جسمه وأدهنه بالزيت، وبعد أن ألبسته الرداء، وأقسمت يمينا لا حنث فيها ألا أكشف أمره بين الطرواديين على أنه أوديسيوس، قبل أن يصل إلى السفن السريعة والأكواخ، وعندئذ أخبرني أخيرا بغرض الآخيين كله. وبعد أن قتل كثيرا من الطرواديين بسيفه الطويل، عاد إلى حشد الأرجوسيين يحمل إليهم أنباء كثيرة. وبعد ذلك شرعت السيدات الطرواديات الأخريات ينتحبن ويولولن عاليا، غير أن روحي كانت سعيدة؛ إذ كان قلبي يتلهف إلى العودة إلى وطني، وتأوهت نادمة على العمى الذي أعطتنيه أفروديتي عندما قادتني من وطني العزيز إلى طروادة، تاركة طفلي، وهاجرة حجرة عرسي، وزوجي الذي لم ينقصه شيء، سواء في الحكمة أو في الجمال.»

مينيلاوس يدلي بمزيد من الأقوال الطيبة

عندئذ رد عليها مينيلاوس، ذو الشعر الجميل، بقوله: «حقا، إن كل ما قلته صحيح يا زوجتي؛ فمنذ حين حضرت لاستشارة كثير من المحاربين ومعرفة أفكارهم، ثم سافرت خلال تلك الأرض الواسعة الفلا، ورأيت الكثير من الرجال، إلا أنني لم يقع بصري على رجل قط مثل أوديسيوس، الراسخ القلب، ماذا فعل، وماذا قاسى، ذلك الرجل العتيد، في داخل الحصان المنحوت،

Неизвестная страница