180

Тухфат Ацйан

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

Жанры

قال ثم أن فهم بن وارث ومصعب بن سليمان خرجا بمن خرج معهما من أخلاط الناس أهل الرستاق وغيرهم حتى نزلوا بالروضة , موضع نحو فرسخين من نزوى أو يزيد بقليل وراشد بنزوى , وقد كان وجه إليهم قوادا وليس فيهم فقيه ولا أمين على حجة ولا بصير بسير المسلمين في الحرب , فلقوهم قبل وصولهم إلى الروضة ثم سايروهم حتى نزلوا جميعا الروضة؛ فنشبت الحروب فيما بينهم بعد أسباب يأتي ذكرها , وقتل من قتل واسر فهم وناس من أصحابه , وقتل نصر بن منهال شيخ كبير ضعيف , وكان قد سار مع فهم؛ وذكروا أنه قتل وهو نائم وعقرت الجمال؛ وقيل إن جملة المعقور ستة عشر جملا وفرسا , ونهبت أموالهم ودوابهم وثيابهم في ما ذكر لنا , قال وليس هذا من سيرة المسلمين في أهل القبلة. قال ورفع لنا الثقة أن الرجل من أصحاب فهم كان يتلجأ فتوضع عليه السيوف , وكان الرجل يأتي مستسلما فيدفع إليهم سيفه فيأخذونه ثم يقتلونه , لم يظهر لموسى من ذلك إنكار ولا تغيير.

قال وقد بلغنا أن لحوم الجمال المعقورة كانت تباع في سوق نزوى قريبا من موسى وراشد , فلم يستطع المسلمون إنكار ذلك. قال وقد كانوا يعيبون على الصلت ذكر أحداث من سرايا كانت تطروا في أطراف عمان؛ لا يدري كانت أو لم تكن , ولم يعيبوا على أنفسهم الأحداث الشنيعة , وهي قريبة منهم يكادون يعاينونها بأعينهم.

Страница 189