Тухфат Ацйан
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Жанры
قال ثم أن فهم بن وارث ومصعب بن سليمان خرجا بمن خرج معهما من أخلاط الناس أهل الرستاق وغيرهم حتى نزلوا بالروضة , موضع نحو فرسخين من نزوى أو يزيد بقليل وراشد بنزوى , وقد كان وجه إليهم قوادا وليس فيهم فقيه ولا أمين على حجة ولا بصير بسير المسلمين في الحرب , فلقوهم قبل وصولهم إلى الروضة ثم سايروهم حتى نزلوا جميعا الروضة؛ فنشبت الحروب فيما بينهم بعد أسباب يأتي ذكرها , وقتل من قتل واسر فهم وناس من أصحابه , وقتل نصر بن منهال شيخ كبير ضعيف , وكان قد سار مع فهم؛ وذكروا أنه قتل وهو نائم وعقرت الجمال؛ وقيل إن جملة المعقور ستة عشر جملا وفرسا , ونهبت أموالهم ودوابهم وثيابهم في ما ذكر لنا , قال وليس هذا من سيرة المسلمين في أهل القبلة. قال ورفع لنا الثقة أن الرجل من أصحاب فهم كان يتلجأ فتوضع عليه السيوف , وكان الرجل يأتي مستسلما فيدفع إليهم سيفه فيأخذونه ثم يقتلونه , لم يظهر لموسى من ذلك إنكار ولا تغيير.
قال وقد بلغنا أن لحوم الجمال المعقورة كانت تباع في سوق نزوى قريبا من موسى وراشد , فلم يستطع المسلمون إنكار ذلك. قال وقد كانوا يعيبون على الصلت ذكر أحداث من سرايا كانت تطروا في أطراف عمان؛ لا يدري كانت أو لم تكن , ولم يعيبوا على أنفسهم الأحداث الشنيعة , وهي قريبة منهم يكادون يعاينونها بأعينهم.
Страница 189