178

Тухфат Ацйан

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

Жанры

قال أبو المؤثر أرسل موسى إلى راشدين النظر فبايعه على غير مشورة من المسلمين وما حضره يومئذ أحد ممن يثق هو به لفتيا مسألة إلا ما شاء الله , قال وقد كان فيما بلغنا بعضهم كارها لفعله مشيرا بغير ما فعل ولكن غلبتهم الكثرة قال وكان ساعد موسى فيما بلغنا فهم بن وارث وعبدالله بن سعيد وهما غير أمينين ولا رشيدين قال فلما استوليا على الأمر دخل داخل على راشد فقال راشد أنصحوني فإني أقبل النصيحة , فظن أنه عند قوله فقال له الناصح أرسل نفر من المسلمين لم يكونوا شهدوا أمر موسى وراشد وهما خيار أهل بلدهم معهم شيء من علم وفقه , فقال له أرسل إليهم فإذا اجتمعوا عندك فقل لهم إني دخلت في هذا الأمر فإن كنت مصيبا فأعينوني ووازروني , وإن كنت مخطئا فتوبوني؛ فقال له اكتب هذا الكلام في كتاب وأملاه على صاحب له يقال له عمر بن عباد , فلما فرغ مما يريد من نصيحته اطلع موسى على ذلك الكتاب فرد تلك النصيحة ولم يرض رأي المسلمين.

قال فلما رد موسى النصيحة قال لهم قائل إن الإمامة لا تقوم بمشاورة أهل الإحن ولا بأهل المعصية ولا سفك الدم ولا بأهل أمطاع فغضب موسى على أهل العلم واستخفهم قال ثم أتى من أتى قبلهم إلى الذي أهدى إليه نصيحته جند من جند الشيطان فأخافوه وأرعبوه ودخلوا منزله فكف الله شرهم وبأسهم.

ثم أنه أتى إلى راشد فما استتاباه من ذنب ولا لزمته عندهم عقوبة إلا إن قالا له بايع فقال لراشد أبايعك على كذا وكذا شروط لله على الأئمة لم يكن موسى يبصرها ولا يعلمها , فأبى راشد أن يبايع على ذلك وقبض كل واحد منهما على غير بيعة , فقال جلساء السوء: بايعه على الجملة فقال الرجل لا لكل زمان حكم ولا أبايعه إلا على التفسير , قال وهم لا يعلمون تفسيرا ولا جملة لو سئلوا عن ذلك لم يهتدوا.

Страница 187