فقل لحداة العيس والقوم هجع ... يعجى بخل فيه كشف عنائكا
وعنك إذا وافت حماه عشية ... تحمله ما فيه حسن ثنائكا
وتخبره ما حل فيك من الضنا ... فلو نظر المرآة رق هنالكا
عساه برفقٍ منه يحنو تكرمًا ... فموصوفة عنه مداواة دايكا
ومن ذلك:
حرمني طيب الكرى ... وعاث في الجسم وجد
فقلت ماذا جن ... يا ذا الدلال والجيد
قل للبوائق انتهى ... سيرا فقد زاد الكمد
ومن ذلك:
رأى المنثور من أهوى فوافى ... وفي خديه أزهار نثيره
فحار اللب في ذاك المحيا ... وقلت أيابس يحكي نضيره
وقام الورد في خديه حالا ... يفتح لي عيون أخي بصيره
فقلت لورده سد كل ورد ... فأنت رئيس كل بالضرورة
بشمك يستريح الكبد مني ... ولبي عنه براح الكدودة
ومن ذلك:
قالوا يقال: إذا ما كنت ذا شغفٍ ... بمن تحب وتهوى أن تنال منى
هناك أربعة إن كنت تفعلها ... تزيده منك قربًا دائمًا وهنا
اصبر على الجور منه إن أصابك في ... اللحم والدم أسقام وفرط عنا
وأن ترى كل لبسٍ يرتدى خشنًا ... من الحرير أو الكتان لو خشنا
وإن دعاك لما لا تشتهيه ولو ... دخول نار لظى الحمام قل حسنا
وإن شممت من الغادين رائحةً ... من عرفها طر إليها منعشا بدنا
إن الطريق إليه في الوصول له ... مريبةً فاقتحمها تلق ما حسنا
وأقنع فديتك بالإقبال والنظر البديع منه إلى الوجه المنير سنا
واعلم يقينًا بأن نلت المرام متى ... أباحك الحسن المرغوب منه منى
آخر كلام الشيخ عبد الله الأدكاوي ومن ذلك:
رشا يفوح المسك من أردانه ... الويل لي يا قوم من عدوانه
سبحان خالقه لقد حار الورى ... من حسنه وتعجبوا من شأنه
قد صار جسمي مثل شيءٍ يابسٍ ... بؤسًا لصبٍ ذاب من أشجانه
حتى متى أنا في عذابٍ دائمٍ ... والدمع ليس.....في جريانه
يا من يفيه الدر احكم نظمه ... والورد في خديه في أبانه
لو أن طيفك عاج نحوي عرجة ... لا عاض قلبي الغر بعد هوانه
ولو ابتغى أجر التاميل درى ... نحوي يروم الصبر في أعوانه
لو زارني من بعد ثالثة لما ... أخلى الكئيب الصب من إحسانه
مولاي ما يقوى الفؤاد على نوى ... ظبيٍ يخال السحر من أجفانه
والعاذل الخسف الدماغ يقول لي ... دع من جفاك ولح في طغيانه
ومن ذلك:
كأن العيون النرجس الغض إذ دنت ... ترافق أحيانًا حذار المراقب
لقد حار طرفي عندما قد رأيت من ... ملاحظها شزرًا وضاقت مذاهبي
فما مسكن الوجد الذي بين أضلعي ... فقد ذبت من فرط الدموع السواكب
اعاذل دع عنك الصداع فليس لي ... رسول إلى الحور الحسان الكواعب
ألا إن إفراط الضنا المتولد المقيم بقلبي من عتاب المعاتب
فمن لكئيبٍ بات من شدة الأسى ... تقلبه الأسقام من كل جانب
لقد ذاب من فرط الحرارة قلبه ... فقد بان بالمحبوب عن كل صاحب
ومن ذلك:
من لجسمٍ في ثياب الدنف ... ذاب حتى صار مثل الألف
كره العذال أن يلبسه ... فتحلى في ثياب النحف
حن لي من تائهٍ معتدلٍ ... قد سبا كل الورى بالهيف
بدرٌ تم ماله من مشبه ... تم حسنًا وعلا بالترف
يا عذولي في هواه لا تلم ... فكفى قلبي دوام الأسف
غادة في الحب لا يتركها ... كفه عن لوم أهل الدنف
من لصبٍ زاده في نومه ... طيف من يهواه بعد الأسف
فأراك الخوف والرعب وقد ... كاد يفنيه بفرط ذرف
يقطع الذكر لمن مر به ... ولمن أوعده بالتلف
فهو تحت القحط واليبس من العيش لا يعرف غير الكلف
ومن ذلك:
من خده الياسمين يجنى ... بدرٌ يفوق البدور حسنا
مهفهفٌ حار إذا تبدى ... عقلي وألبست إذ تثنى
وقلبه يابسٌ وقلبي ... يكاد لينا يذوب حزنا
قد نال من صالحٍ وفضلٍ ... حظًا جسيمًا وقد تهنى
يا قوم ماذا لمن جفاني ... في أن يراني أموت غبنا
1 / 44