وقد نسب المنجور في شرح ابن زكري (١) نسبة خلق الأحوال النفسية لمعتزلة البصرة كالجبائي وابنه، وكذا ابن التلمساني (٢) في شرح المعالم الدينية (٣).
ولا فرق بين حال وحال لكن ظاهر كلام المقترح في الأحوال المعنوية، حيث ألزم المعتزلة القول بالتعليل في قديم بناء على القولين أنهم قائلون بهما، لا أن المعنى أوجد الحال إلا على قول من يقول: إن التعليل معناه الاستفادة بالغير، وكأنه ضعيف عند المعتزلة فلذلك لم يمنع الإلزام، ولا يمكنهم -أعني المعتزلة- القول به حيث يصح منعهم التعليل في القديم بناء عليه، فقد بان بيانا لا خفاء معه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، فتبين بجميع هذا ألا شيء للعبد إلا من حيث الكسب.
وقد قال ابن أبي شريف، وقد بحث شيخنا ابن الهمام (٤) في المسايرة
_________
(١) ابن زكري أحمد بن محمد (ت ٨٩٩ هـ = ١٤٩٢ م): فقيه أصولي بياني. من كتبه: " شرح عقيدة ابن الحاجب "، " منظومة في علم الكلام " ١٥٠٠ بيت ... انظر
مخلوف، شجرة النور الزكية ص ٢٦٧.
(٢) ابن التلمساني عبد الله بن محمد الفهري (٥٦٧ - ٦٤٤ هـ = ١١٧٢ - ١٢٤٦ م): فقيه أصولي. من مصنفاته: شرح معالم أصول الدين ... انظر عادل نويهض، معجم أعلام الجزائر ص ١٠٣ - ١٠٤.
(٣) انظر ابن التلمساني، شرح معالم أصول الدين ص ٣٢٣.
(٤) ابن الهمام محمد بن عبد الواحد (٧٩٠ - ٨٦١ هـ = ١٣٨٨ - ١٤٥٧ م): إمام، من علماء الحنفية. عارف بأصول الديانات، والتفسير، والفرائض، والفقه، والمنطق، واللغة ... من مصنفاته: " التحرير - ط في أصول الفقه "، " المسايرة في العقائد المنجية في الآخرة - ط ". انظر ابن العماد، شذرات الذهب ج ٧/ ٢٨٩. القرشي عبد القادر، الجواهر المضية في طبقات الحنفية ج ٢/ ٨٦ في الحاشية.
1 / 85