قلت: مبنى تلك الدعوى على الوهم، أن ما إن جعلت اسمية بالتقدير، والذي تعملون فيه، فلا يكون فيه دليل لأهل السنة؛ لأن المعمول فيه لا نزاع في أنه خلق الله.
إن قلت: فيما تدفع تلك الدعوى المبنية على ذلك المبنى؟
قلت: تدفع بأنه لو كان على ما ذكرت لم يجد حذف الضمير المجرور الرابط في القول الصحيح، خلافا للأخفش (١) بنى على أن الحذف وهو بحاله، أو بتدريج يعني حذف الجار فانتصب الضمير توسعا فصار من قسم الرابط المنصوب الكثير الظاهر الحذف.
قال: والحذف عندهم كثير. فالجمهور لا يجعلون التدريج طريقا إلى الاطراد، بل ولا للتسويغ. فالمجرور بحاله لا يحذف دون شرطه الذي هو جر الموصول، ومانعه من الشروط المعتبرة عند أهل الفن، بخلاف ما قررنا به من المنصوب إحالة، والدليل عليه ظاهر، والله أعلم.
ثم النزاع بيننا وبين المعتزلة فيما ينشأ عن المصدر لا في المصدر.
_________
(١) الأخفش سعيد بن مسعدة (ت ٢١٥ - ٨٣٠ م) نحوي، عالم باللغة والأدب، صنف كتبا منها: " تفسير معاني القرآن "، " شرح أبيات المعاني " ... انظر ابن خلكان: وفيات الأعيان ج١/ ٢٠٨. مجلة المجمع العربي٢٤/ ٩٥.
1 / 72