الحال لصفة من شرط الحياة ككون الحي حيّا وعالما. وعند القاضي أبي بكر الباقلاني مطلقا، فزاد كون المتحرك متحركا، والساكن ساكنا. وابن الجبائي عنده الحال وصف لجميع الذات؛ لأن البقية عنده شرط، فلا يثبت للقديم حالا.
ولما كانت البنية شرطا، كانت في أجزائها في حكم المحل الواحد فتوصف بالحال. وعند القاضي البنية ليست شرطا، فثبت للقديم والحادث وهي في الحادث وصف للجزء الذي قام به المعنى فقط.
وأما القسم الثاني: فهو كل صفة تثبت للذات من غير علّة زائدة على الذات كتحيز الجواهر. وكونه موجودا، وكون العرض عرضا، ولونا وسوادا، وكذا قال المديوني (١) في شرح السلالجي (٢) أبي عمرو: إن الصفة النفسية كل صفة إثبات للذّات من غير معنى زائد على الذات، كالتحيز للجوهر، وقبوله الأعراض، وحدوثه وافتقاره للفاعل (٣).
_________
(١) المديوني أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن: به شرح برهانية السلالجي. انظر عبد العابد الفاسي، فهرس مخطوطات خزانة القرويين ج٤/ ٤١ - ٤٢ - ٤٣.
(٢) السلالجي أبو عمرو عثمان بن عبد الله (ت ٥٧٤ هـ = ١١٧٨ م): إمام أهل المغرب في الاعتقاد والتصوف، وكان أشعري المذهب. من مصنفاته: " البرهانية ... أو العقيدة السلالجية". حققت مؤخرا. انظر محمد مخلوف، شجرة النور الزكية ص١٦٣. ابن القاضي، الجذوة ص٢٨٩.
(٣) انظر إمام الحرمين الجويني، الإرشاد ص٩٢ بتصرف.
1 / 54