الشيخ أبو الحسن الأشعري (١) وأصحابه. ولإمام الحرمين (٢) قولان: والأولى أن يبيّن ما هو الحال التي توارد فيها النفي والإثبات؟ وما مذهب المثبتين فيها؟ وما مذهب النافين؟
أما بيانها ما هي؟ فليس للحال حدّ حقيقي يشمل جميع الأحوال " فإن الحد حال" فلو ثبت للحال حد لثبت الحال للحال، وذلك لا يصح.
فإذا وجب أن لها ضابطا وحاضرا فانحصر انقسامها إلى ما يعلل وما لا يعلل. وما يعلل فهي أحكام لمعان قائمة بذوات. وما لا يعلل فهي معان ليست أحكاما لمعاني.
أما الأول: فكل حكم لعلة قامت بذات، ككون الحي حيّا عالما سميعا بصيرا؛ لأن كونه حيّا يعلل بالحياء مثلا فتقوم الحياة بمحل، وتوجب كون المحل حيّا، وتسمى هذا الأحكام أحوالا وصفات زائدة على المعاني التي أوجبتها، لكن الجبائي إنما يثبت
_________
(١) أبو الحسن الأشعري علي بن إسماعيل (٢٦٠ - ٣٢٤هـ = ٨٧٤ - ٩٣٦ م): مؤسس مذهب الأشاعرة، ومن الأئمة المتكلمين المجتهدين. من مصنفاته: " الرد على المجسمة"، " الإبانة في أصول الديانة"، " مقالات الإسلاميين" ... انظر ابن العماد، شذرات الذهب ج٢/ ٣٠٣ - ٣٠٥. ابن عساكر، تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام الأشعري.
(٢) إمام الحرمين الجويني عبد الملك بن عبد الله (٤١٩ - ٤٧٨ هـ = ١٠٢٨ - ١٠٨٥ م): أعلم المتأخرين. من أصحاب الإمام الشافعي. له مصنفات كثيرة منها: "الإرشاد - ط في أصول الدين" " العقيدة النظامية في الأركان الإسلامية". انظر السبكي، طبقات الشافعية ج٣/ ٢٤٩ - ٢٨٣، ابن العماد، شذرات الذهب ج٣/ ٣٥٨ - ٣٦٢
1 / 53