وكان من أعظم نعم الله علينا بعد أن هدانا للإسلام تحريمها علينا, فإن تحريمها كان من كمال ديننا ورحمة ربنا, فإن شربها يذهب بأكمل ما خلق الله فينا وهو العقل الذي لو كان يشترى لبذلت فيه الأرواح فضلا عن الأموال, ومن شربها علم مفاسدها ومضارها, فإن شاربها يستبيح القبائح والمحرمات من الفروج الحرام. حتى لو وقعت ذات محرم لاستحلها وافترشها مع ما فيها من البول في الثياب والقيء على الفراش, والقماش, وغير ذلك من المحرمات, من قتل النفس التي حرم الله وغير ذلك [و] من أسرف في شربها قد تقتله وبقى أياما مخمورا منها لا يأكل الطعام, ولا يصحو من رقدة المنام, وهي تتخذ من العنب خاصة وعند الحنفية, وأما جمهور الأئمة فعندهم كل مسكر حرام وهو خمر - انتهى.
خبز
قال الله تعالى: {فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف}.
وأخرج أبو نعيم عن عائشة رضي الله تعالى عنها مرفوعا: ((أكرموا الخبز فإن الله سخر [له] السموات والأرض.
قال الأطباء: أفضله التنوري النضيج النقي, ومزاجه حار, وفيه يبس, ولا ينبغي أن يؤكل حتى يبرد, فإن الحار منه معطش, وأحمد أوقات أكله يوم خبزه, واليابس والفطير يعقلان الطبع للبطين: ويتلوه الفرني وما عدا ذلك فردي, ومهما قلت نخالته أبطاء هضمه لكنه أكثر تغذية وألين منه أغذا وأهضم, والمتخذ فتينا نفاخ بطيء الهضم, وخبز القطائف يولد خلطا غليظا والمعمول باللبن مسدد كثير
Страница 182