И вновь восходит солнце

Тарват Абаза d. 1423 AH
106

И вновь восходит солнце

ثم تشرق الشمس

Жанры

وحين خلا يسري بنفسه راح يفكر في هذه الوظيفة التي وعد بها صبحي. لم تعد هينة المأخذ كما كان يظن حين وعده بها أول الأمر، فقد كثرت الصفقات المريبة التي عقدها الدكتور منذ ذلك الحين، وأصبح مجلس الإدارة كثير التشكك، وكثر التساؤل بين أعضاء المجلس، والدكتور حامد لا يريد أن يكف عن صفقاته، ولا يريد أن يستمع إلى تحذيره، بل هو ماض في سبيله لا يكترث بأحد ولا بشيء، فكيف يستطيع اليوم أن يعين زوج أخته، وكيف يوافق المجلس على هذا التعيين؟ •••

مرت شهور بعد الأسبوعين والثلاثة، وصبحي يقدم في كل حين يستنجز يسري وعده، ويسري يستمهله، ويلجأ إلى حامد فيستمهله أيضا مدركا ما يحيط به من حرج. وكان صبحي لا يستطيع أن يطلب مالا من حامد، وما كان ليعطيه لو هو طلب، فقد كان يجهل كل شيء، ولكن صبحي كان يلجأ إلى يسري فيعطيه عشرة ثم خمسة ثم جنيهين، ثم جاء يوما إليه وهو يقول: وبعدين يا يسري؟ - وبعد فيم؟ - الوظيفة؟ - نحن في موقف غاية في الدقة، وما إن نخرج منه حتى تعين على الفور! - وأنا ماذا أفعل؟ - وأنا ماذا أفعل؟ - لقد طال الوقت وطال. - ألا أعطيك ما تطلب؟ - أتمن علي بما تعطي؟ إنك مضطر لذلك. - وما يضطرني؟ - ألا تعرف؟ - آه! هذه الحكاية القديمة؟ - ماذا! أأصبحت قديمة؟ - ألم تعرف هذا؟ ألم يمر على زواجك شهور؟ أتريد بعد هذه الشهور أن تقول؟

وأدرك صبحي الموقف على حقيقته، وقال يسري: أتظن أنني مضطر لإعطائك، لا يا أخي، أنا أعطيك لله، لا لأني مرغم!

وأطرق صبحي، وقام صامتا وخرج.

الفصل التاسع والثلاثون

كان خيري جالسا في حجرة أمه، وهي تصلي جالسة على كرسي، جاعلة ركوعها وسجودها على نضد اتخذته أمامها، وكانت نادية تقرأ شعرا على أخيها وهي مأخوذة بجمال الشعر، فهي تلقيه في إعجاب وقد صعدت الدماء إلى وجهها فزادت براءتها جمالا وروعة، يتهدل شعر ذهبي على جبينها فترفعه في غير ما كلفة ولا اصطناع، وعيناها بريق أخضر أودعهما حب الفن شعاعا من نور، فهما تتألقان، وينساب الشعر من بين شفتيها موسيقى رخية النغمات عميقة فيخيل إليك أنه نبض قلب أو نبض شباب، وخيري ينظر إليها بإنعام مأخوذا بقوامها الأهيف وجمالها الطاغي الهادي البريء وصوتها الناغم الندي، ويجد في نفسه لهفة أن يضمها بين ذراعيه فيناديها إليه ويطويها في حنان أب بين أحضانه ويقبلها وهو يقول: أنت خير قصيدة رأيتها أو سمعتها.

وتقول في خجل: وبعد لك يا آبيه خيري، ألا تجعلني أكمل القصيدة؟ - كم أغار من ذلك الشاب الذي سيأتي يوما ليأخذك منا.

وقالت نادية وقد ازداد خجلها: آبيه خيري.

وتفرغ الأم من صلاتها وهي تقول: ستفسد البنية يا ولد بكثرة مديحك لها. - نادية لا تفسد أبدا، ربنا يحميها.

وضحكت الأم ونادية في جذل، ودق جرس الباب فقالت الأم: افتح الباب يا خيري، دادة زينب لم تعد قادرة على المشي في سهولة، يا ابني أين بنت عبد التواب التي قلت إنك ستحضرها من البلد؟

Неизвестная страница